@ 446 @ الطب بالمرستان واستمر على الاشتغال والأشغال وكان يتردد إلى الناس من غير حاجة إلى أحد ولا سعى في منصب وكتب على تفسير سورة ق مجلدة لطيفة وعلى عدة آيات وكتب على ديوان المتنبى كتابة جيدة وكان يستحضر جملة من الشعر ويعرف خطوط الأشياخ وكان ذهنه يتوقد ذكاء قد مهر في الفنون حتى صار إذا تحدث في شئ من هذه العلوم تكلم في دقائقه وغوامضة حتى يقول القائل إنه أفنى عمره في ذلك الفن وكان تقى الدين السبكى يقول ما أعرف أحدا مثله وقال الصفدى قال لى ابن سيد الناس لما قدم قعد بسوق الكتب والشيخ بهاء الدين ابن النحاس هناك ومع المنادى ديوان ابن هانئ فنظر فيه ابن القوبع فترنم بقوله .
( فتكات لحظك أم سيوف أبيك % وكؤوس خمرك أم مراشف فيك ) فقرأه بالنصب في الجميع فقال له ابن النحاس يا مولانا هذا نصب كثير فقال له بفترة أنا أعرف الذى تريد من رفعها على أنها أخبار لمبتدءات مقدرة والذي ذهبت أنا إليه أغزل وأمدح وتقديره أقاسى فتكات لحظك إلى آخره فقال له يا مولانا فلم لا تتصدر وتشغل الناس فقال وآيش هو النحو في الدنيا حتى يذكر قال وقال لى أيضا كنت أنا وشمس الدين ابن الأكفانى نشتغل عليه في المباحث المشرقية فأبيت ليلتى أطالع الدرس وأجهد قريحتى إلى أن يظهر لى شئ فاذا تكلم الشيخ