@ 166 @ وفى غضون ذلك يمدح الملوك والأعيان وانقطع مدة إلى ملوك ماردين وله فى مدائحهم الغرر وامتدح الناصر محمد بن قلاون والمؤيد إسماعيل بحماة وكان يتهم بالرفض وفى شعره ما يشعر به وكان مع ذلك يتنصل بلسان قاله وهو فى أشعاره موجود وإن كان فيها ما يناقض ذلك وأول ما دخل القاهرة سنة بضع وعشرين فمدح علاء الدين ابن الأثير فأقبل عليه وأوصله إلى السلطان واجتمع بابن سيد الناس وأبى حيان وفضلاء ذلك العصر فاعترفوا بفضائله وكان الصدر شمس الدين عبد اللطيف . . . . يعتقد أنه ما نظم الشعر أحد مثله مطلقا وديوان شعره مشهور يشتمل على فنون كثيرة وبديعيته مشهورة وكذا شرحها وذكر فيه أنه استعد من مائة وأربعين كتابا ومن محاسن شعره ( إذا لم أبرقع بالحيا وجه عفتى % فلا أشبهته راحتى فى التكرم ) .
( ولا أنا ممن يكسر الجفن فى الوغى % إذا أنا لم أغضضه عن فعل محرم ) وله .
( لا يسمع العود منا غير خاضبه % من لبة الشوس يوم الروع بالعلق ) .
( ولا يعاطى كميتا غير مصدرها % يوم الصدام بليل العطف بالعرق ) ومنه يستدعى مشمشا ( يا جوادا أكفه فى مجال الحرب % حتف وفى النوال غمامه )