@ 38 @ وكانت أيامه مواسم وثغور الزمان فى رحابه فرحابه بواسم وكان حلو النادرة مليح التذنيب وكان الأكابر بالديار المصرية لا يعتمدون فى جميع أمورهم ومستأجراتهم وأملاكهم ومتاجرهم إلا عليه وكان يحتفل بالمولد النبوى وسماع البخارى ولما أمسك عمل عليه محضر بانه خان فى مال السلطان واشترى به أملاكا وشهد فى المحضر كمال الدين مدرس الناصرية وابن أخيه عماد الدين وعلاء الدين ابن القلانسى وعز الدين بن المنجا وغيرهم فأراد الناصر بيع أملاكه فاستوهبها منه قوصون واستمر بها على وقفيتها على أولاده قال الذهبى عمل هو والدويدار عمله بموافقة ناظر الصاغة وابن البحشور الصيرفى وسلكوا الغش فى الذهب فحملوا المثقال نحو أربعة قراريط فضة واستمر هذا سنوات والرعية بل الدولة فى غفلة إلى أن تفطن لذلك وقد امتلأت الأيدى من الذهب البحشورى فقبض على الناظر والصيرفى وحبسا ثم برطل الناظر فأطلق وتسحب إلى الشرق ودام ابن البحشورى فى الحبس بضع سنين وكان الدينار بعد ذلك يباع بأنقص من الخالص بثلاثة دراهم ونصف وكان عليه كشفة بينة ثم لم يلبث الدويدار وغبريال بعد ذلك أن صودرا ونكبا وبذل الدويدار نحو ألف ألف وصودر غبريال أيضا وكان فى غبريال مداراة ورفق وخبث ومودة فى النصارى ويقال إن بعض بناتة لم يسلمن .
2148 عبد الله بن أبى الطاهر بن محمد بن أبى المكارم محمد المقدسى