@ 262 @ حفظه وتنكر فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن إذ لا خلاف في عدالته وفقهه وأن الغالب عليه الضبط لكن بقد يغلط أحيانا ثم إن هذا الحديث مما يعرف من حفظه ليس مما ينكر لأنه سنة مدنية هو محتاج إليها في فقهه ومثل هذا يضبطه الفقيه وللحديث شواهد من غير طريقه فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى فما بقي منكرا وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة وقد ذكر الشيخ هذه الأحاديث وغيرها في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال فهذه الأحاديث المعروفة عند أهل العلم التي جاءت من وجوه حسان يصدق بعضها بعضا وهي متفقة على أن من صلى عليه وسلم من أمته فإن ذلك يبلغه ويعرض عليه وليس في شيء منها أنه يسمع صوت المصلي والمسلم بنفسه إنما فيها أن ذلك يعرض عليه ويبلغه صلى الله عليه وسلم تسليما ومعلوم أنه أراد بذلك الصلاة والسلام الذي أمر الله به سواء صلى عليه وسلم في مسجده أو مدينته أو مكان آخر فعلم أن ما أمر الله به من ذلك فإنه يبلغه وأما من سلم عليه عند قبره فإنه يرد عليه وذلك كالسلام على سائر المؤمنين ليس هو من خصائصه ولا هو السلام المأمور به الذي يسلم الله على صاحبه عشرا كما يصلي على من صلى عليه عشرا فإن هذا هو الذي أمر الله به في القرآن وهو لا يختص بمكان دون مكان وقد ذكرنا كلام الشيخ مستوفي فيما تقدم على قوله ما من أحد يسلم علي وهل هو عام لا يختص بمكان أو المراد به