@ 38 @ فيها في حال سكونها غسل اللحم وأهريق المرق قال له ابن المبارك من أين قلت هذا فقال لأنه إذا وقع فيها في حال غليانها فقد وصل من اللحم إلى حيث يصل منه الخل والتوابل وإذا وقع فيها في حال سكونها فإنما لطخ اللحم ولم يداخله فقال ابن المبارك هذا رزين يعني المذهب بالفارسية وعقد بيده ثلاثين .
أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرىء قال ثنا أحمد قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زائدة قال قال رجل لأبي حنيفة ما تقول في رجل قال لا أرجو الجنة ولا أخاف النار وآكل الميتة وأشهد بما لم أر ولا أخاف الله وأصلي بلا ركوع ولاسجود وأبغض الحق وأحب الفتنة فقال له أبو حنيفة وكان يعرفه شديد البغض له يا أبا فلان سألتني عن هذه ولك بها علم فقال له الرجل لا ولكن لم أجد شيئا هو أشنع من هذا فسألتك عنه فقال ابو حنيفة لأصحابه ما تقولون في هذا الرجل قالوا شر رجل متهم هذه صفة كافر فتبسم أبو حنيفة وقال لأصحابه هو والله من أولياء الله حقا ثم قال للرجل إن أنا أخبرتك انه من أولياء الله تكف عني شر لسانك ولا تملي علي الحفظة ما يضرك قال نعم فقال أبو حنيفة أما قولك لا يرجو الجنة ولا يخاف النار فإن يرجو رب الجنة ويخاف رب النار وقولك لا يخاف الله فإنه لا يخاف ظلمه ولا جوره فقال الله تعالى ! < وما ربك بظلام للعبيد > ! وقولك يأكل الميتة فهو أكل السمك وقوله يصلي بلا ركوع ولا سجود فقد جعل أكثر عمله الصلاة على النبي عليه السلام وقد لزم موضع الجنائز فهو يصلي عليها وقولك يشهد بما لم ير فهذه شهادة الحق يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وقولك يبغض الحق فهو يحب البقاء حتى يطيع الله أبدا ويبغض الموت وهو الحق قال تعالى ! < وجاءت سكرة الموت بالحق > ! واما الفتنة فالقلوب مجبولة على حب المال والولد وذلك من الفتنة العظيمة على قلوب المؤمنين