@ 168 @ أبي حنيفة ومتقدمهم غير مدافع فإن صليت عليه وكبرت على مذهبه فتقدم فقال أنا لا أخالف مذاهب آبائي وغضب وقدموا القاضي أبا تمام فصلى عليه وحمله أصحابه على أعناقهم وكان المتولى لغسله إبراهيم بن شهاب وأبو عبد الله ابن رزام ودفن بحذاء مسجده في درب الحسن بن زيد على نهر الوسطيين .
ومن أقرانه أبو طاهر محمد بن محمد بن سفيان وكان أكثر أخذه عن القاضي أبي خازم ويوصف بالحفظ ومعرفة الروايات بخيلا بعلمه ضنينا به وولى القضاء بالشام وخرج إلى هناك فمات بها .
ومن هذه الطبقة بل يتقدمهم في المولد والسن أبو جعفر الطحاوي وهو أحمد ابن محمد بن سلمة الطحاوي وكان مقيما بمصر وإليه انتهت رئاسة أصحاب أبي حنيفة هناك أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران وعن أبي خازم القاضي وعن جماعة آخرين وكان في أصل تفقهه يتفقه على مذهب الشافعي فحدثني الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي قال كان سبب انتقاله إلى مذاهب أصحابنا أن أبا إبراهيم المزني قال له يوما والله لا جاء منك شيء فغضب أبو جعفر من ذلك وأنف لنفسه وانتقل إلى أبي جعفر بن أبي عمران فأول ما صنف من كتبه مختصرة الذي هو على ترتيب كتاب المزني فلما فرغ منه قال رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا لكفر عن يمينه ولأبي جعفر كتب جليلة مثل إختلاف العلماء وما عمل مثله أحد وكتابه الكبير في الشروط وكتابه في أحكام القرآن وفي شرح معاني الآثار وغير ذلك من الكتب الجليلة وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ومولده سنة ثمان وثلاثين ومائتين .
ومن هذه الطبقة أبو عمرو الطبري وكان مقيما ببغداد يدرس والشيخ أبو الحسن الكرخي يدرس وله شرح الجامعين جميعا وشهد عند القاضي أحمد ابن عبد الله الخرقي