@ 150 @ الإسلام وإلى وقتنا هذا قاض أفقه من عيسى بن أبان .
أخبرنا عبيد الله بن محمد قال ثنا الدامغاني قال ثنا الطحاوي قال سمعت إبراهيم ابن حميد البصري المعروف بالكلابزي يقول سمعت أبي يقول كنا نخاصم إلى عيسى بن أبان وهو قاضي البصرة في ضيعتنا المعروفة بالكلابزية وفي الشرائط التي هو موقوفة عليها فكان يرددنا في ذلك فلما كان في يوم من الأيام تقدمنا إليه فقلنا أيها القاضي قد طال أمرنا في هذه الضيعة واحتجنا إلى أن يفصل القاضي بيننا فأنا لا ندري إلى من نرجع سواه قال فمد يده فأخذ طويلته من رأسه ثم قال والله ما يحسن القاضي جواب مسألتكم هذه فإن صبرتم إلى أن يفتح الله فيها شيئا لي ولكم وإن لم تفعلوا فشأنكم .
أخبرنا القاضي عبد الله بن محمد قال ثنا أبو بكر الدامغاني الشيخ الفقيه قال أنبأ الطحاوي قال سمعت بكار بن قتيبة يقول تقدم رجل إلى عيسى بن أبان وهو يلي القضاء عندنا بالبصرة في خصومه فأمر به يوجأ قفاه ففعل ذلك وادعى ذهاب بصره وخرج إلى المعتصم رافعا عليه فقال له إلى من تحب أن نكتب لك من أهل البصرة فقال إلى عبد الله بن محمد بن عائشة التيمي فأمر له بالكتاب إليه في النظر بينه وبين عيسى في ذلك فأوصل الرجل الكتاب إلى ابن عائشة لما قدم فبعث ابن عائشة إلى عيسى فأعلمه ذلك فوعده بالحضور إلى المسجد الأعظم للنظر في ذلك فسبق ابن عائشة وجلس إلى سارية من سواري المسجد ثم جاء عيسى وكنت يومئذ معه ومعه أمناؤه وأصحابه فلم يتهيأ له الدخول من باب من أبواب المسجد لما فيه من الناس فدخل ودخلنا معه من حيث يدخل المؤذنون يوم الجمعة فعمد عيسى إلى سارية الحكم التي كان يجلس عندها للحكم ويجلس الحكام عندها قبله فجلس عندها فجعل ابن عائشة ينتظره أن يتحول إليه وقد كان عيسى لما بعث إليه ابن عائشة يعلمه ما كتب به إليه أجابه أنه لا يحضر إلا بعد حضور الأمير وصاحب البريد فحضر الأمير وصاحب البريد فلما طال الأمر على ابن عائشة بعث إلى عيسى إن الرجل قد حضر يعني الخصم وإنا منتظروك فبعث إليه عيسى إني لم أصرف عن العمل والعمل إلي كما كان والسارية التي أنا