@ 125 @ .
( وبقاصل لك ذي الفقار مفرق % ما جمعوه وجامع ما فرقوا ) .
( دامت طيور السعد وهي غوارد % بالمشتهى لك والمسرة تنطق ) .
( ما دام أصل علاك في صحف الثنا % أصل الفخار وكل غيرك ملحق ) .
والمشتهى والمسرة بستانان للمنصور ورى بهما هذا الشاعر وسيأتي الكلام عليهما وكان محمود باشا لما استوسق له الأمر هنالك بعث بنصف جيشه إلى المنصور مع هدية عظيم فيها من الذخائر ما لا يحصى من ذلك ألف ومائتان من متخير الرقيق الجواري والغلمان وأربعون حملا من التبر وأربعة سروج ذهبا خالصا وأحمال كثيرة من اليانبور وقطوط الغالية وغير ذلك ولما وافت المنصور سر بذلك سرورا عظيما وأمر بعمل المفرحات في بلاد المغرب وبتزيين الأسواق غدوة وعشية ثلاثة أيام ووفدت عليه الوفود من كل ناحية مهنئين له بما منحه الله من الظفر والنصر وانتظمت الممالك السودانية في سلك طاعته ما بين البحر المحيط من أقصى المغرب إلى بلاد برنو المتاخمة لبلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر قال الفشتالي فكلمة المنصور نافدة فيما بين بلاد النوبة إلى البحر المحيط من ناحية المغرب وهذا ملك ضخم وسلطان فخم لم يكن لمن قبله والله يؤتي ملكه من يشاء ولما فتح الله عليه ممالك البلاد السودانية حمل إليه من التبر ما يعيى الحاسبين ويحير الناظرين حتى كان المنصور لا يعطي في الرواتب إلا النضار الصافي والدينار الوافي وكان ببابه كل يوم أربع عشرة مائة مطرقة لضرب الدينار الوافي دون ما هو معد لغير ذلك من صوغ الأقراط والحلى وشبه ذلك ولأجل هذا لقب بالذهبي لفيضان الذهب في أيامه والأمور كلها بيد الله