@ 88 @ بقية أخبار السلطان يوسف وسيرته $ .
كان السلطان يوسف رحمه الله أبيض حسن القد مليح الوجه أقنى الأنف مهيبا لا يكاد أحد يبدأه بالكلام جوادا مشفقا على الرعية متفقدا لأحوالها شجاعا شهما ذا عزيمة .
( إذا هم ألقى بين عينيه همه % ونكب عن ذكر العواقب جانبا ) .
وهو أول من هذب ملك بني مرين وأكسبه رون لحضارة وبهاء الملك وكان غليظ الحجاب لا يكاد يوصل إليه إلا بعد الجهد ومن أعيان كتابه الكاتب أبو محمد عبد الله بن أبي مدين العثماني ومن أعيان شعرائه أبو الحكم مالك بن المرحل السبتي وأبو فارس عبد العزيز الملزوزي المكناسي وغيرهما والله تعالى أعلم .
ولنذكر ما كان في هذه المدة من الأحداث ففي سنة ست وخمسين وستمائة وهي السنة التي بويع فيها السلطان يعقوب بن عبد الحق كان الرخاء المفرط بالمغرب بحيث كان الدقيق يباع بفاس وغيرها ربع منه بدرهم والقمح ستة دراهم للصحفة والشعير ثلاثة دراهم للصحفة وأما القطاني فلم يكن لها ثمن والعسل ثلاثة أرطال بدرهم والزيت أربعون أوقية بدرهم والزبيب درهم ونصف للربع والثمر ثمانية أرطال بدرهم واللوز صاع بدرهم والشابل الطري فردة بقيراط والملح حمل بدرهم ولحم البقر مائة أوقية بدرهم ولحم الضأن سبعون أوقية بدرهم والكبش بخمسة دراهم وهكذا .
وفي سنة إحدى وستين وستمائه ظهر النجم أبو الذوائب وكان ابتداء ظهوره ليلة الثلاثاء الثاني عشر من شعبان من السنة المذكورة وبقي يطلع كل ليلة وقت السحر نحوا من عشرين يوما .
وفي سنة أربع وستين وستمائة كان دخول الشريف المولى حسن بن قاسم الحسني من أرض ينبع الحجاز إلى سجلماسة وهذا الشريف هو جد الأشراف العلويين السجلماسيين ملوك المغرب الأقصى في عصرنا هذا أعلى