@ 69 @ الصامت والعباس بن عبادة بن نضلة وهؤلاء العشرة من الخوارج ومن الأوس أبو الهيثم مالك بن التيهان وعويم بن ساعدة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة فبايعوه بيعة النساء أن لا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم إلى آخر الآية فقال صلى الله عليه وسلم ( فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا من ذلك فأخذتم بحده في الدنيا فهو كفارة لكم وإن ستر عليكم فأمركم إلى الله عز وجل إن شاء الله عذبكم وإن شاء غفر لكم ) قال وذلك قبل أن تفرض الحرب فلما انصرف القوم بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ومعه عمرو بن أم مكتوم الأعمى ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام ويفقهم في الدين فكان مصعب بالمدينة يسمى المقرىء وكان منزله على أسعد بن زرارة فأسلم على يده كثير من الأوس والخزرج منهم أسيد بن حضير وسعد بن معاذ سيدا الأوس وسعد هذا هو الذ ي يقول فيه حسان بن ثابت رضي الله عنه .
( وما اهتز عرش الله من أجل هالك % سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو ) .
ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف بطون من الأوس وكانوا في عوالي المدينة وكان فيهم أبو قيس بن الأسلت الشاعر سيدا مطاعا فوقف بهم عن الإسلام حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق فأسلموا كلهم ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة من العام المقبل وذلك سنة ثلاث عشرة من المبعث وخرج معه من الأنصار الذين أسلموا ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان بعضهم من الأوس وبعضهم من الخزرج مع حجاج قومهم من أهل الشرك فلما وصلوا إلى مكة واعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتمعوا به ليلا في أوسط أيام التشريق بالعقبة من منى وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يتوثق لابن أخيه فقال يا معشر الخزرج إن محمدا