@ 200 @ وفحص وربما أضافوا إلى ذلك نارا أو غيرها يستعملونه على سبيل الكرامة بزعمهم ويستغرقون في ذلك الزمن الطويل حتى يمضي الوقت والوقتان من أوقات الصلوات وداعي الفلاح ينادي على رؤوسهم وهم في حيرتهم يعمهون لا يرفعون به رأسا ولا يرون بما هم فيه من الضلال بأسا بل يعتقدون أن ما هم فيه من أفضل القرب إلى الله تعالى الله عن جهالتهم علوا كبيرا .
ولا تجد في هذه المجامع الشيطانية غالبا إلا من بلغ الغاية في الجفاء والجهل من لا يحسن الفاتحة فضلا عن غيرها مع ترك الصلاة طول عمره أو من في معناه من معتوه ناقص العقل والدين فما أحوج هؤلاء الفسقة إلى محتسب يغير عليهم ما هم فيه من المنكر العظيم واللبس المقيم وأعظم من هذا كله أنهم يفعلون تلك الحضرة غالبا في المساجد فإنهم يتخذون الزاوية باسم الشيخ ويجعلونها مسجدا للصلاة بالمحراب والمنار وغير ذلك ثم يعمرونها بهذه البدعة الشنيعة فكم رأينا من عود و رباب ومزمار على أفحش الهيأت في محاريب الصلوات .
ومن بدعهم الشنيعة محاكاتهم أضرحة الشيوخ لبيت الله الحرام من جعل الكسوة لها وتحديد الحرم على مسافة معلومة بحيث يكون من دخل تلك البقعة من أهل الجرائم آمنا وسوق الذبائح إليها على هيئة الهدي واتخاذ الموسم كل عام وهذا وأمثاله لم يشرع إلا في حق الكعبة ثم يقع في ذلك الموسم ولا سيما مواسم البادية من المناكر والمفاسد العظام واختلاط الرجال بالنساء باديات متبرجات شأن أهل الإباحة وشأن قوم نوح في جاهليتهم ما تصم عنه الآذان ولا منكر ولا مغير ولا ممتعض للدين لا بل للحسب فأما الدين عند هؤلاء فلا دين فإنا لله وإنا إليه راجعون على ضيعة الدين وغفلة أهله عنه وبالله ويا للمسلمين لهؤلاء الهمج الرعاع الذين سلبوا المروءة والحياء والغيرة والعقل والدين والإنسانية جملة فليسوا في فطنة الشياطين ولا في سلامة صدور البهائم ولا في نخوة السباع فيغضبوا لديهم ومروءتهم