[22] فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا "، وعنه أيضا قال: " القلب يتكل على الكتابة "،... الخ. وقد اهتم الاصحاب الاوائل زمن الائمة عليهم السلام في كتابة مجالس الائمة الاطهار، وتدوين كل ما يسمعونه عنهم عليهم السلام، وقد نتج من خلال ذلك الاهتمام بقول المعصومين أن دون أصحاب الائمة آلاف الكتب في مختلف العلوم والمعارف الاسلامية، وقد فقد الكثير منها لتطاول الزمان، وللتقية، وللخوف والاضطهاد الذي كان يلاحق أصحاب أهل البيت، حتى أخذ حكام الجور والمتسلطين على رقاب المسلمين من حكام بني امية وبني العباس أن يتتبعوا الشيعة في كل مكان، و قد احرقت لهم الكتب الكثيرة، وضاع القسم الآخر، وما وصل إلينا منهم الا الشئ النزر القليل، وقد اطلق على تلك المصنفات - التي نقل منها علماؤنا الاوائل - الاصول الاربعمائة، وإن جملة من تلك الاصول قد عرضت على الائمة المعصومين عليهم السلام فأقروها، وما كان مخالفا لاقوالهم نبهوا عليه وأنكروه. لفظ الشيعة وظهورها: أنها وردت في القرآن الكريم: (وإن من شيعته لابراهيم " (1)، وقد كان استعمالها على عهد النبي صلى الله عليه واله، حيث هو أطلقها سلام الله عليه، فقال: يا علي، أنت وشيعتك الناجون... ". وقد انتبه الى ذلك أبو حاتم السجستاني في كتابه " الزينة ": جلد 1 و 3 في باب الالفاظ المتداولة بين أهل العلم، فقال: " أول اسم ظهر في الاسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه واله هو الشيعة، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة، وهم: أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الاسود الكندي، وعمار بن ياسر، إلى أوان صفين، ________________________________________ (1) الصافات: 83. ________________________________________