[60] وقال إبن سيرين (1) قال عمر بن الخطاب: والله لأعزلن خالدا عن الشام، ومثنى بن سنان عن العراق حتى علما إن الله ينصر هذا الدين، ولسنا ناصريه. قال سيف: فكتب عمر الى أبي عبيدة: سلام عليك أما بعد.. فإني عزلت خالدا عن جند الشام ووليتك أمرهم فقم به والسلام. فوصل الكتاب الى أبي عبيدة فكتم الحال حياء من خالد، وخوفا من اضطراب الأمور ولم يوقفه على الكتاب حتى فتحت دمشق، وكان خالد على عادته في الأمرة، وأبو عبيده يصلي خلفه (2) أنتهى. وقال سبط أبن الجوزي أيضا في مرآة الزمان، في وقائع السنة الثالثة عشرة: وكتب عمر الى أبي عبيدة: أما بعد.. فان أكذب خالد نفسه فهو أبين على من معه، وإن لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه، ثم أنزع عمامته عن رأسه وقاسمه ما له نصفين. وبلغ خالدا فقال: فعلها الاعيسر، إبن حنتمة لا يزال كذا، ودخل على أخته فاطمة بنت الوليد وكانت عند الحرث بن هشام فقال: ماترين في كذا وكذا فقالت: والله لا يحبك عمر أبدا، وما يريد إلا أن تكذب نفسك، فيعزلك، فقبل رأسها، وأرسل الى أبي عبيدة وقال: لاأكذب نفسي أبدا، فقال: فقاسمني مالى، فقاسمه حتى أخذ بغلا وأعطاه بغلا، فتكلم الناس في عمر وقالوا: هذه والله العداوة. ولم يعجب الصحابة ما فعل بخالد، وقد روي إن خالدا أمتنع من ذلك * (هامش) (1) أبو بكر محمد بن سيرين البصري المتوفى 110. تهذيب الأسماء واللغات 1: 83. تاريخ الأسلام 4: 192. الأعلام 7: 25. ومنات الجنات 7: 249. (2) مرآة الزمان ________________________________________