[58] ماكان في حربه تلك. قال: فخرج خالدا حين رضي عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال: هلم ألي يا أبن أم شملة قال: فعرف عمر أن إبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته، أنتهى (2). فقال أبو المظفر يوسف بن قزا وغلي المعروف بسبط أبن الجوزي (3) في كتابه المسمى - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان -، في قصة قتل خالد، مالك بن نويرة: ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر خالد وقتله مالكا وأخذه لأمرأته قال: أي عباد الله قتل عدو الله أمرءا مسلما ثم وثب على أمرأته والله لنرجمنه بالحجارة، فلما قدم خالد المدينة ودخل المسجد وعليه ثياب عليها سدء الحديد، معتجرا بعمامة قد غرز فيها ثلاثة أسهم فيها أثر الدم، فوثب إليه عمر فأخذ السهم من رأسه فحطمها وقال: يا عدو الله عدوت على أمرئ مسلم فقتلته ثم نزوت على أمرأته، والله لنرجمنك بأحجارك وخالد لا يرجع عليه بلا ولا نعم، وهو يظن أن رأي أبي بكر فيه كرأي عمر فدخل خالد على أبي بكر وعمر في المسجد فذكر لأبي بكر عذره ببعض الذي ذكر له فتجاوز عنه، ورأى، أنها الحرب وفيها فرضي عنه فخرج خالد من عنده وعمر في المسجد فقال له خالد: هلم يا أبن حنتمة الي يريد أن يشاتمه، فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فقام فدخل بيته (4) أنتهى. ولا يخفى على المتتبع بأخبار الصحابة إن خالدا لم يكتف على ذكر أم عمر وتوهينه مرة واحدة بل ذكر أمه مرارا عديدة، بل كان دأبه الأستخفاف به وأطراح جانبه، وما كان يسميه إلا بأسم أمه وبالا عليسر. * (هامش) (1) أبو جعفر محمد بن يزيد الطبري المتوفى 310 المحدث الفقيه المؤرخ علامة وقته ووحيد زمانه طبقات القراء 2: 106 طبقات المفربي: 30. تنقيح المقال 2: 90. الفوائد الرهنوية: 446. وحنات الحباث 7: 292 معجم الأدباء 14: 94. المنتظم 6: 170 2 تاريخ الطبري 3: 243. الغدير 7: 158. (3) أبو المضفلأ يوسف بن قزا وغلي البغدادي المتوفى 954654 عالم فاضل مؤرخ كامل معجم المؤلفين 13 (4) مرآة الزمان ________________________________________