[50] سألت، فأتى عمر رضي الله عنه النبي (ص) فقعد بين يديه فقال: يارسول الله (ص) قد علمت مناصحتي وقدمي في الأسلام واني واني، قال: وماذاك ؟ قال: تزوجني فاطمة فسكت عنه، فرجع الى أبي بكر فقال: أنه ينتظر أمر الله بها، قم بنا الى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي (ع): فأتياني وأنا أعالج فسيلا (1) لي، فقالا: إنا جئناك من عند أبن عمك بخطبة، قال علي (ع): فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي حتى أتيت النبي (ص) فقعدت بين يديه فقلت: يارسول الله (ص) قد علمت قدمي في الأسلام ومناصحتي واني واني.. قال: وماذاك ؟ قلت: تزوجني فاطمة، قال: وما عندك ؟ قلت:. فرسي وبزتي (2) قال: أما فرسك فلا بد لك منها، وأما بزتك فبعها، قال فبعتها بأربعمائة وثمانين، قال: فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول الله (ص) فقبض منها قبضة فقال: أي بلال أبغنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها، فحمل لها سريرا مشرطا بالشرائط، ووسادة من ادم حشوها ليف، وقال لعلى (ع) إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك، فجاءت مع أم اليمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب، وجاء رسول الله (ص) فقال: هاهنا أخى ؟ قالت أم اليمن أخوك وقد زوجته أبنتك ؟ قال: نعم: ودخل رسول الله (ص) البيت فقال لفاطمة: أئتني بماء فقامت الى قعب في البيت فأتت به بماء فأخذه النبي (ص) مج فيه ثم قال: تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، ثم قال لها: أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، ثم قال رسول الله (ص) أئتوني بماء، قال علي: فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه، ثم قال لي: تقدم فصب على رأسي وبين ثديي وقال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، ثم قال: أدبر فأدبرت فصب بين كتفي، وقال: اللهم أني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال * (هامش) (1) الفسيل: النخل الصغير وكل عود يطع من شجرته. (2) وفي رواية: ما عندي إلا درعي الحطيمة. ________________________________________