[41] إفحام الأعداء والخصوم: بتكذيب ما افتروه على سيدتنا أم كلثوم عليها سلام الملك الحي القيوم. يعتبر هذا السفر القيم من البحوث الهامة التي تناولها المؤلف.. بالدراسة والتحقيق والتمحيص والتدقيق، ودرس رجال السند والرواية على ضوء الجرح والتعديل، والكتاب في الوقت نفسه يعرب عن تقدم مؤلفه في الحديث والرجال، وعن علمه الجم، وفضله الكثار، وغيرته وحرصه على السنة النبوية، وتهذيب الحديث عما يعيبه ويشينه ليبقى طيبا صحيحا مدى الحياة بعيدا عن الأختلاق والدس والتلاعب. أجل كان المؤلف حريصا على الحديث النبوي، لأن هناك فئات مبثوثة في الملا كلها لا تأتي مأربهم من زبرج الدنيا إلا بزخرف القول وكذب الحديث، وتعمية الأميين من الناس وسوقهم إلى معاسف السبل ومعاميها، ولولا تهديد المولى سبحانه عباده بقوله: ما يلفظ من قول إلا لدية رقيب عتيد (1) ولولا الإنذار النازل في كتاب الله على كل كذاب أفاك أثيم لما كان يسمع لأحد من هؤلاء الكذابين الدجالين إن يكذب أكثر مما كذب، أو يأتي بأمر لم يأت به، فكل منهم أكذب من خرافة ومجيبة (2). ولعل القارئ يستكثره أو يستعظمه ذاهلا عن أن وضع الحديث والكذب على النبي الأعظم وعلى الثقات من الصحابة الأولين والتابعين لهم بأحسان لا ينافي عند كثير من القوم الزهد والورع وأتصاف الرجل بالتقوى، بل هو شعار الصالحين ويتقربون به الى المولى سبحانه، ومن هناك قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث (3)، وعنه: ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب الى الخير والزهد (4) * (هامش) (1) سورة ق: 50 (2) الغدقير 5: 209. (3) تاريخ بغداد 2: 98. (4) اللئالى المصنوعة 2: 470. ________________________________________