[433] فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح (1): (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (2). أخرجه البخاري (3) وأما في صحيح مسلم (4) فقد جاءت جملة (إنك لا تدري ما احدثوا بعدك) بدلا عن جملة: (إنهم لم يزالوا مرتدين).... وفي حديث آخر أخرجه الشيخان البخاري ومسلم (5) وردت كلمة (اصيحابي) بالتصغير بدلا عن كلمة (أصحابي) وهذا إنما يدل على ترحم وتحنن النبي (صلى الله عليه وآله) إياهم أو تحقيرهم وإهانتهم. 2 - ابن أبي مليكة قال: عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني ________________________________________ = إلى العقوبات التي يواجهونها، وألوان العذاب التي تحاصرهم وتطوقهم وتسلب منهم الحواس والقدرة... ونقرأ معا الايات ونتدبر فيها ونقيسها بما ورد في الحديث النبوي ودخور بعض اصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) في دائرة أصحاب الشمال. (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون أوءأباؤنا الاءولون...) المعرب (1) المراد بالعبد الصالح هو عيسى بن مريم (عليهما السلام). (2) المائدة: 117 - 118. (3) صحيح البخاري 4: 169 كتاب بدء الخلق باب و (اتخذ الله إبراهيم خليلا)، وص 204 باب و (اذكر في الكتاب مريم)، وج 6: 69 كتاب التفسير تفسير سوره المائدة وص 122 تفسير سورة الانبياء، وج 8: 136 كتاب الرقاق باب كيف الحشر. (4) صحيح مسلم 4: 2194 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب (14) باب فناء الدنيا وبيان الحشر ح 58. (5) صحيح البخاري 8: 149 كتاب الدعوات باب في الحوض، صحيح مسلم 4: 1800 كتاب الفضائل باب (9) باب إثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله) ح 40. ________________________________________