[413] ولم يكونوا عدو أزل جانبه * وإنما غرقوا في سيلك العرم وما قصدت بتعظيمي سواك سوى * تعظيم شأنك فاعذرني ولا تلم ولو شكرت لياليهم محافظة * لعهدها لم يكن بالعهد من قدم ولو فتحت فمي يوما بذمهم * لم يرض فضلك إلا أن يسد فمي والله يأمر بالاحسان عارفة * منه وينهى عن الفحشاء في الكلم فشكرني شاور وابناه في الوفاء لبني رزيك. ا ه. كان يحمي الذمار بالذمارة، ويوفي بعهد من صاحبه ونادمه ويدافع عنه بصراحة اللهجة، وله مواقف مشكورة تنم عن أنه ذو حفاظ وذو محافظة، حضر يوما هو والرضي أبو سالم يحيى الأحدب بن أبي حصيبة الشاعر في قصر اللؤلؤ بعد موت الخليفة العاضد عند نجم الدين أيوب بن شادي فأنشد ابن أبي حصيبة نجم الدين أيوب فقال: يا مالك الأرض لا أرضى له طرفا * منها وما كان منها لم يكن طرفا قد عجل الله هذي الدار تسكنها * وقد أعد لك الجنات والغرفا تشرفت بك عمن كان يسكنها * فالبس بها العز ولتلبس بك الشرفا كانوا بها صدفا والدار لؤلؤة * وأنت لؤلؤة صارت لها صدفا فقال الفقيه عمارة يرد عليه: أثمت يا من هجا السادات والخلفا * وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا جعلتهم صدفا حلوا بلؤلؤة * والعرف ما زال سكنى اللؤلؤ الصدفا وإنما هي دار حل جوهرهم * فيها وشف فأسناها الذي وصفا فقال: لؤلؤة عجبا ببهجتها * وكونها حوت الأشراف والشرفا فهم بسكناهم الآيات إذ سكنوا * فيها ومن قبلها قد أسكنوا الصحفا والجوهر الفرد نور ليس يعرفه * من البرية إلا كل من عرفا لولا تجسمهم فيه لكان على * ضعف البصائر للأبصار مختطفا فالكلب يا كلب أسنى منك مكرمة (1) لأن فيه حفاظا دائما ووفا قال المقريزي: فلله در عمارة لقد قام بحق الوفاء ووفي بحسن الحفاظ كما هي عادته، ________________________________________ (1) في منتخب ديوانه ص 292: معرفة. ________________________________________