[ 66 ] قال: لما حضرت امير المؤمنين الوفاة، قال للحسن والحسين: إذا انا مت فأحملاني على سرير، ثم اخرجاني واحملا مؤخر السرير، فأنكما تكفيان مقدمه، ثم آتيا بي الغريين (1) فأنكما ستريان صخرة بيضأ فأحتفروا فيها فأنكما ستجدان فيها ساجة فأدفناني فيها، قال: فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه، وجعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين، فإذا صخرة بيضأ تلمع نورا، فأحتفرنا، فإذا ساجة مكتوب عليها: (ما (2) ادخره نوح لعلي بن ابي طالب (3)). فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لامير المؤمنين، فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرنا لهم بما جرى وبإكرام الله تعالى امير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا: نحب ان نعاين من امره ما عاينتم، فقلنا لهم: إن الموضع قد عفى أثره بوصية منه (عليه السلام)، فمضوا وعادوا الينا فقالوا: انهم احتفروا فلم يروا شيئا (4). 13 - وبالاسناد عن جعفر بن محمد بن قولويه (5)، قال: حدثني محمد (6) ________________________________________ (1) الغريان: بناءان كالصومعتين. معجم البلدان 4: 198. (2) في (ط) هذا. (3) في (ط) (عليه السلام). (4) ورد الحديث في: مقاتل الطالبين: 49، الارشاد 1: 23، اعلام الورى 1: 393، روضة الواعظين: 136، كفاية الطالب: 471، مدينة المعاجز 3: 48، ذيل الحديث: 78، بحار الانوار 42: 217 / 19، الانوار البهية: 34. (5) هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم وكان ابوه يلقب مسلمه من خيار اصحاب سعد، قال عنه النجاشي: وكان أبو القاسم من ثقات اصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه، روى عن ابيه وأخيه عن سعد، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل. له مصنفات كثيرة ذكرها النجاشي. انظر النجاشي: 123. (6) في (ط) محمد بن محمد. ________________________________________