[ 21 ] ما وصفت، وانما علمني جبرئيل عليه السلام هذه الكلمات ايام اسرى بى 1. فصل (5) فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة ايام من الشهر الحرام روينا ذلك باسنادنا الى الشيخ المفيد محمد بن محمد النعان رضوان الله عليه من كتابه حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد، وعندنا الان به نسخة عتيقة لعلها كتبت في زمانه، فقال ماهذا لفظه: وقال رسول الله عليه وآله: من صام من شهر حرام ثلاثة ايام: الخميس والجمعة والسبت، كتب الله له عبادة سنة. ورأيت في كتاب دستور المذكورين عن النبي صلى الله عليه وآله: من صام هذه الثلاثة ايام كتب الله تبارك وتعالى له عبادة تسعمائة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها. اقول: فان قلت، فلأى حال جعلت هذا الحديث في شهر ذى القعدة من دون أشهر الحرم ؟ قلت: لانه اول ما اشتمل عليه كتابنا هذا منها، فأردنا ان يغتنم الانسان اول وقت الامكان قبل حوائل الازمان، لان الاستظهار والاحتياط للمبادرة الى العبادات والطاعات قبل الفوات من دلائل العنايات. على ان ايرادنا هذا الحديث في هذا الشهر لا يمنع ان يعمل عليه في باقى اشهر الحرم، فان عموم هذا اللفظ المشار إليه يشتمل على كل شهر من اشهر الحرم، فإذا عمله في كل شهر منها كان افضل واكمل فيما يعتمد عليه. ولا تقل: كيف عرل عن صوم يوم الاربعاء في اولها الى صوم يوم السبت في آخرها، فان اسرار العبادات لا يعلمها جميعا الا المطلع على الغائبات، واليه جل جلا له الاختيار فيما تعبد به من العبادات. ولعل ان احتمل ان يكون المراد بذلك، انه لما كان الصوم المذكور لهذه الايام ________________________________________ 1 - عنه المستدرك 6: 396. ________________________________________