[ 66 ] للتخفيف لكثرة الاستعمال، والغفر التغطية والستر وبابه ضرب، والرمزات جمع رمزة وهى الاشارة بالشفتين والحاجبين والمراد ههنا مطلق الاشارة بقرينة الاضافة، واللحاظ بفتح اللام مؤخر العين، والسقطات جمع السقطة بالفتح وهو العثرة والزلة، والالفاظ جمع اللفظ وهو اسم لا مصدر، والشهوات جمع الشهوة وهى معروفة، والجنان بالفتح القلب، والهفوات جمع الهفوة وهى الزلة. يعنى - يا الله استر بفضلك العميم ولطفك العظيم عيب ما صدر من العين واللسان ونقص ما ورد مما لا ينبغى على الجنان انك انت الرؤوف الرحمن المحسن المنان، وهذا الدعاء يحتمل الخصوص له - رضى الله عنه - والعموم له ولجميع المسلمين، والعموم أنسب لظاهر كلامه وأوفق بعلو شأنه وأهم مرامه، فانه موصوف بايصال الخير الغير ومعروف بارادة النفع لجميع المسلمين، ولعل وجه تخصيص هذ الاعضاء بالذكر هو ان هذه الاعضاء كالاصل والمدار لسائرها وذلك ان القلب مدار لصلاح البدن وفساده بدلالة قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم ان في البدن مضغة إذا صلحت صلح البدن وإذا فسدت فسد البدن، والا وهى القلب، وان اللسان مع كونه أصغر جرما أكبر، جرمالظهور الكبائر منه نصا ومن غيره دلالة، وان العين كالعين (1) لسائر الاعضاء تتجسس وتتفحص لها وتفعل هي ما تفعل بسببه (2)، والله اعلم. وعلى الخير والصلاح نقطع الكلام راجين من الله تعالى الفلاح والفوز بالنجاح انه هو الوهاب الفتاح، وشاكرين حامدين على التمام انه هو المشكور على اضافة نعمه، والمسؤول ________________________________________ (1) - في الهامش: " قال صاحب الكشاف حين فسر قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم، الاية في بيان تقديم الغض على حفظ الفرج: لان النظر رائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر، الى هنا عبارته. ولا شك ان كون النظر رائد الفجور اي رسوله معنى مناسب لكون العين التى هي محل النظر جاسوسا الى جانب الفجور من جانب الاعضاء، منه ". (2) - في االهامش: " الضمير للمتجسس المذكور في تجسس من قبيل قوله تعالى: اعدلوا هو اقرب للتقوى، منه ". ________________________________________