[ 57 ] قانعا بما قسم له وقدر. 81 و 82 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: أكرم الادب حسن الخلق، وأكرم النسب حسن الادب. أقول: يعنى - من أراد ان يجتمع فيه أحسن الاداب والشمائل ويحتاز به أفضل الخصال والفضائل فليجاهد في تحسين أخلاقه وتصفية أحواله، فان حسن الخلق أصل جامع لجميع الكمالات الانسانية وسبب كامل لفيضان الكرامات الالهية (1)، ألا ترى ان الله تعالى خص نبيه صلى الله عليه (وآله) وسلم بما خصه وأثنى عليه بثناء لم يثن بمثله على سائر خلقه، فقال تعالى: انك لعلى خلق عظيم (2). وعن أنس رضى الله عنه قال: قيل يا رسول الله أي المؤمن أفضل ايمانا ؟ - فقال عليه الصلوة والسلام: أحسنهم خلقا. وقال الحسن البصري في تفسير قوله تعالى: وثيابك فطهر (3) اي وخلقك فحسن، كذا في الرسالة القشيرية. فإذا كنت موصوفا بحسن الخلق وشرف الادب فلا تأس على ان ليس فيك عز الاصل وفضل النسب، فانه لا عبرة بالنسب بلا حسن الادب كما ترى. ________________________________________ (1) - في الهامش: " الخلق الحسن أفضل مناقب العبودية يظهر جواهر الرجال، و الانسان مستور بخلقه (بفتح الخاء) مشهور بخلقه (بضم الخاء) وقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق. وقال شاه الكرماني: علامة حسن الخلق كف الاذى واحتمال المؤن. وقيل: الخلق استصغار ما منك إليه، واستعظام ما منه اليك، منه ". أقول: ما ذكره جميعه في الرسالة القشيرية في باب حسن الخلق (انظر ص 110 من السنخة المطبوعة في مطبعة صبيح واولاده من مطابع مصر سنه 1367). (2) - آية 4 سورة القلم. (3) - آية 4 سورة المدثر. ________________________________________