[ 50 ] العيوب وتظهر عيوبه في جميع العيون وتذكر معايبه ومثالبه وتنسى فضائله ومناقبه، فاللازم لمن اراد المكرمة والسعادة ان يتجنب عن المكر والشرارة كما قيل: سم سمة تحسن آثارها * واشكر لمن أعطى ولو سمسمة والمكر مهما اسطعت لا تأته * لتقتنى السؤدد والمكرمة 67 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: الحكمة ضاله المؤمن. أقول: الحكمة إحكام الرأى والتدبير، وتطلق على كل كلام محكم لامدخل فيه للفساد بوجه، وعلى كل دليل محكم موضح للحق مزيل للشبهة، وعلى كل فعل محكم مشتمل وعلى مصحلة (1) عار عن مفسدة، وعلى كل علم يعرف فيه (2) استكمال النفس الانسانية في جانبى العلم والعمل بالاحكام ومنه اطلاق الحكمة على علم الشرائع والاحكام كذا في شرح البردة، والظاهر ان المراد من الحكمة ههنا جميع معانيها الاربعة على مذهب من جوز عموم المشترك، أو على طريق عموم المجاز بأن يراد منها معنى مجازى شامل لافراد المعاني المذكورة. يعنى - ان الامر النافع المفيد الجامع للمصلحة العارى عن المفسدة مقصود مهم للمؤمن، عليه ان يعرفه ويطلبه وان يأخذه أينما وجده. ________________________________________ (1) - في الهامش: " وقد تستعمل الحكمة بمعنى المصلحة والفائدة كما يقال: لهذا الفعل حكمة اي مصلحة وفائدة وليس بلغو ولا عيب، منه ". (2) - كذا في الاصل والاولى: " به ". ________________________________________