[ 48 ] قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: من لانت أسافله صلبت أعاليه. المراد من الاسافل من يتابع الرجل من المماليك وسائر الخدم، ومن الاعالى من به القوة والعلو ولين الاسافل كناية عن ضعفها، وصلابة الاعالى كناية عن قوتها. يعنى - ان من لم يراع أتباعه حق الرعاية ولم يحسن إليهم بلين الكلام ولم يلطف بهم بحسن الانعام. فلاشك في تفرق أنصاره وأعوانه وتركهم اياه وحيدا بين أعدائه، فيكون مقهورا ومغلوبا أسيرا في أيديهم قال (1): إذا شبع الكمى يصول بطشا * وخاوى البطن يبطش بالفرار فاللازم له ان يذكر الاتباع في الوسع والرفاه بحسن الجود والسخاء حتى يذكروه في المضائق والبلاء بصدق العهد والوفاء. 64 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: من اوتى في عجانه قل حياءه وبذأ لسانه. أقول: العجان بالكسر الاحمق وما بين الفرج والدبر وهو المراد ههنا ورجل بذى اللسان والمرأة بذية من البذاء بالمد وهو الفحش، والاتيان في العجانة كناية عن فعل يستهجن ذكره. يعنى - من فعل به ما فعل قوم لوط يكون قليل الحياء بل عديمه ولا يبالى من ان ________________________________________ (1) - الشعر مذكور في الباب الاول من گلستان سعدى الا انى لاأدرى هل هوله ومن انشائه ام لغيره وهو أنشده. (انظر ص 33 من النسخة المطبوعة بتصحيح الاستاذ عبد العظيم القريب). ________________________________________