[ 40 ] 49 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: الحرمان مع الحرص. أقول: الحرمان مصدر حرمه الشئ يحرمه حرمة بكسرالراء فيهما مثل سرقه يسرقه سرقة وحرمة وحريمة وحرمانا وأحرمه ايضا إذا منعه اياه، والحرص شدة الميل. يعنى من كان حريصا على حصول مراده فلاكثر ان يكون محروما كما يقال: تأبى الدنيا عن طالبها وتتبع لتاركها. 50 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: من كثر مزاحه لم يخل من حقد عليه أو استخفاف به. أقول: المزاح والمزاحة بضم الميم فيهما اسم المزح وهو مصدر مزح يمزح من باب قطع: واما المزاح بكسر الميم فهو مصدر مازحه ممازحة مزاحا، والحقد الضغن. المعنى - من كان عادته المزاح لم يبال من ايذاء من يمزحه وكسر خاطره ومن كون كلامه صدقا أو كذبا فلا يخلو من الحقد عليه حتى إذا وجد فرصة ينتقم منه وان يكون هو مستخفا بين الناس وان يتخذه كل احد سخريا ومستهزءا، قيد بالكثرة لان من فعله قليلا يكون مزاحه حقا غالبا فيخلوا عن ذلك بل هو مباح كما نقل عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم انه قال لعجوز: ان الجنة لا يدخلها العجوز يعنى من حيث انها عجوز بل تصير شابة فتدخلها. ________________________________________