[ 438 ] انا اولها والمهدى اوسطها والمسيح آخرها. فلم يرد به ان المسيح يبقى بعد المهدى لان ذلك لا يجوز، لان المهدى إذا كان امام آخر الزمان ومات، فلا امام بعده مذكور في رواية احد من الامة، فقد بقيت الامة بغير امام، وهذا مالا يمكن ان الخلق تبقى بغير امام. فان قيل: ان عيسى يبقى بعده وتقتدى الامة به فغير ممكن ايضا لان عيسى عليه السلام لا يجوز أن يكون اماما لامة محمد صلى الله عليه وآله. ولو كان ذلك جائزا لانتقلت الملة المحمدية إلى ملة عيسى، فلا يمكن ان يكون ذلك، وذلك لا يقوله عاقل ولا محصل، بل للخبر معنى صحيح يحمل عليه و هو انه قد تقدم معنى من الاخبار في هذا الباب: ان عيسى ينزل وقد صلى الامام وهو المهدى بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه. وما نزل عيسى على مقتضى هذه الاخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا، لا انه يغير شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وآله فتكون فائدة الخبر: ان النبي اولها لانه هو الداعي إلى الاسلام والمهدى اوسطها، وان كان آخر الائمة فجعله وسطا إذ ظهوره قبل نزول عيسى فيكون في نزوله آخر المصدقين لهذه الملة، والمهدى قبله صدق بهذه الملة قبل نزوله، والنبى صلى الله عليه وآله فهو صاحب الملة لا بد ان يكون اولا، فعلى هذا يكون المسيح (ع) آخر المصدقين والمعينين والمتبعين لانه آخر الامة. يشهد بصحة هذا التأويل لفظ الخبر، لانه صلى الله عليه وآله قال: كيف تهلك امة انا اولها والمهدى اوسطها والمسيح آخرها، والمسيح ليس من امتنا هذه، وانما نبيها منها بلا خلاف، والمهدى منها بلا خلاف، لانه امام آخر الزمان ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ومن ولد على عليه السلام وفاطمة، والمسيح ليس من النبي. ولا من على عليه السلام وفاطمة، ولا من امة محمد صلى الله عليه وآله بل هو آخر من ينزل لنصرة ملة محمد صلى الله عليه وآله، وآخر من يدعو إليها لان المهدى يكون قبل نزوله وقد تبعته الامة ________________________________________