[ 485 ] ولذا كان الاخذ من الاصول المصصحة المعتمدة أحد أركان تصحيح الرواية، كما قال المحقق الداماد (1) وصرح به المحقق البهائي في " مشرق الشمسين " حيث ذكر فيه بعض ما يوجب الوثوق بالحديث والركون إليه، منها وجوده في كثير من الاصول الاربعمائة. ومنها تكرره في أصل أو أصلين منها فصاعدا بطرق مختلفة وأسانيد عديدة معتبرة ومنها وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصديقهم أو على تصحيح ما يصح عنهم (2). ولا يخفى أن هذه الميزة ترشحت إلى الاصول من قبل المثابرة الاكيدة على كيفية تأليفها والتحفظ على ما لا يتحفظ عليه غيرهم من المؤلفين غالبا. ويظهر من الشيخ رحمه الله أن الاصول الاربعمائة مما أجمع الاصحاب على صحتها وعلى العمل بها. قال المولى التقي المجلسي: " ذكر الشيخ في ديباجة الاستبصار أن هذه الاخبار المستودعة في هذه الكتب أي الكتب الاربعة مجمع عليها في النقل. والظاهر أن مراده أنهم أخذوها من الاصول الاربعمائة التي أجمع الاصحاب على صحتها وعلى العمل بها " (3). وذكر الشيخ أيضا في مبحث التعادل والترجيح من " العدة " أن رواية السامع مقدم على رواية المستجيز، إلا أن يروي المستجيز أصلا معروفا أو مصنفا مشهورا (4)، ودلالة هذه العبارة على شدة الاهتمام بالاصول المدونة من قبل أصحاب الائمة عليهم السلام ظاهرة. أما دلالة كون الرجل ذا تصنيف أو ذا أصل على وثاقته ومدحه فغير ________________________________________ (1) الذريعة ج 2، الصفحة 126. (2) مستدرك الوسائل ج 3، الصفحة 535 (نقلا عن مشرق الشمسين). (3) روضة المتقين ج 14، الصفحة 40. (4) عدة الاصول ج 1، الصفحة 385. [ * ] ________________________________________