ص 54 59 والالتفات اليق بمقام الامتنان والتكريم إن هذا أي ما ذكر من ألوان النعم والكرامات لرزقنا أعطيناكموه ماله من نفاد انقطاع ابدا هذا أي الامر هذا او هذا كما ذكر او هذا ذكر وقوله تعالى وان للطاغين لشر مآب شروع في بيان اضداد الفريق السابق جهنم اعرابه كما سلف يصلونها أي يدخلونها حال من جهنم فبئس المهاد وهو المهد والمفرش مستعار من فراش النائم والمخصوص بالذم محذوف وهو جهنم لقوله تعالى لهم من جهنم مهاد هذا فليذوقوه أي ليذوقوا هذا فليذوقوه كقوله تعالى واياى فارهبون او العذاب هذا فليذوقوه او هذا مبتدأ خبره حميم وغساق وما بينهما اعتراض وهو على الاولين خبر مبتدا محذوف أي هو حميم والغساق ما يغسق من صديد اهل النار من غسقت العين اذا سال دمعها وقيل الحميم يحرق بحره والغساق يحرق ببرده وقيل لو قطرت منه قطرة في المشرق لنتنت اهل المغرب ولو قطرت قطرة في المغرب لنتنت اهل المشرق وقيل الغساق عذاب لا يعلمه الا الله تعالى وقرىء بتخفيف السين وآخر من شكله أي ومذوق آخر او عذاب آخر من مثل هذا المذوق او العذاب في الشدة والفظاعة وقرىء واخر أي ومذوقات اخر او انواع عذاب اخر وتوحيد ضمير شكله بتأويل ما ذكر او الشراب الشامل للحميم والغساق او هو راجع الى الغساق ازواج أي اجناس وهو خبر لاخر لانه يجوز ان يكون ضروبا او صفة له او للثلاثة او مرتفع بالجار والخبر محذوف مثل لهم هذا فوج مقتحم معكم حكاية ما يقال من جهة الخزنة لرؤساء الطاغين اذا دخلوا النار واقتحمها معهم فوج كانوا يتبعونهم في الكفر والضلالة والاقتحام الدخول في الشيء بشدة قال الراغب الاقتحام توسط شدة مخيفة وقوله تعالى لامر حبا بهم من اتمام كلام الخزنة بطريق الدعاء على الفوج او صفة للفوج او حال منه أي مقول او مقولا في حقهم لا مرحبا بهم أي لا اتوا مرحبا اولا رحبت بهم الدار مرحبا انهم صالوا النار تعليل من جهة الخزنة لاستحقاقهم الدعاء عليهم او وصفهم بما ذكر وقيل لا مرحبا بهم الى هنا كلام الرؤساء في حق اتباعهم عند خطاب الخزنة لهم باقتحام الفوج معهم تضجرا من مقارنتهم