ص 18 20 من كل ذليل المرتكبين لأكبر الكبائر المصرين على أعظم المعاصي أو تذكر قصته E وصن نفسك ان تزل فيما كلفت من مصابرتهم وتحمل أذيتهم كيلا يلقاك ما لقيه من المعاتبة ذا الأيد أي ذا القوة يقال فلان أيد وذو أيد وآد بمعنى وأياد كل شئ ما يتقوى به إنه أواب رجاع الى مرضاة الله تعالى وهو تعليل لكونه ذا الأيد ودليل على ان المراد به القوة في الدين فإنه E كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل إنا سخرنا الجبال معه استئناف مسوق لتعليل قوته في الدين و أو ابيته إلى مرضاته تعالى ومع متعلقة بالتسخير وإيثارها على اللام لما أشير إليه في سورة الانبياء من أن تسخير الجبال له E لم يكن بطريق تفويض التصرف الكلى فيها إليه E كتسخير الريح وغيرها لسليمان عليه السلام بل بطريق التبعية له E والاقتداء به في عبادة الله تعالى وقيل متعلقة بما بعدها وهو أقرب بالنسبة الى ما في سورة الانبياء عليهم الصلاة والسلام يسبحن أي يقدسن الله D بصوت يتمثل له أو بخلق الله تعالى فيها الكلام أو بلسان الحال وقيل يسرن معه من السباحة وهو حال من الجبال وضع موضع مسبحات للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال واستئناف مبين لكيفية التسخير بالعشي والاشراق أي ووقت الاشراق وهو حين تشرق أي تضئ ويصفو شعاعها وهو وقت الضحى وأما شروقها فطلوعها يقال شرقت الشمس ولما تشرق وعن ام هانئ رضى الله عنها انه E صلى صلاة الضحى وقال هذه صلاة الاشراق وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الاية والطير عطف على الجبال محشورة حال من الطير والعامل سخرنا أي وسخرنا الطير حال كونها محشورة عن ابن عباس رضى الله عنهما كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح واجتمعت اليه الطير فسبحت وذلك حشرها وقرئ والطير محشورة بالرفع على الابتداء والخبرية كل له أواب استئناف مقرر لمضمون ما قبله مصرح بما فهم منه إجمالا من تسبيح الطير أي كل واحد من الجبال والطير لأجل تسبيحه رجاع الى التسبيح ووضع الاواب موضع المسبح إما لانها كانت ترجع التسبيح والمرجع رجاع لانه يرجع الى فعله رجوعا بعد رجوع وإما لأن الأواب هو التواب الكثير الرجوع الى الله تعالى ومن دابه إكثار الذكر وإدامة التسبيح والتقديس وقيل الضمير لله D أي كل من داود والجبال والطير لله أواب أي مسبح مرجع للتسبيح وشددنا ملكه قويناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنود وقرئ بالتشديد للمبالغة قيل كان يبيت حول محرابه أربعون الف مستلئم وقيل ادعى رجل على آخر بقرة وعجز عن إقامة البينة فأوحى الله تعالى إليه في المنام ان اقتل المدعى عليه فتأخر فأعيد الوحى في اليقظة فأعلمه الرجل فقال إن الله تعالى لم يأخذني