سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر . كذا أسماه عبد الرحمن بن أبي حاتم . وقال محمد بن عبد العزيز الهاشمي سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد . وقال ابن داسة وأبو عبيد الآجري سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد . وكذلك قال أبو بكر الخطيب في " تاريخه " . وزاد ابن عمرو بن عمران .
الإمام شيخ السنة مقدم الحفاظ أبو داود الأزدي السجستاني محدث البصرة .
ولد سنة اثنتين ومائتين ورحل وجمع وصف وبرع في هذا الشأن .
قال أبو عبيد الآجري سمعته يقول ولدت سنة اثنتين وصليت على عفان سنة عشرين ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذن . فسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا .
قلت مات في شعبان من سنة عشرين ومات عثمان قبله بشهر .
قال وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه وسمعت من سعيد بن سليمان مجلسا واحدا ومن عاصم بن علي مجلسا واحدا .
قلت وسمع بمكة من القعنبي وسليمان بن حرب .
وسمع من مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء وأبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل وطبقتهم بالبصرة .
ثم سمع بالكوفة من الحسن بن الربيع البوراني وأحمد بن يونس اليربوعي وطائفة .
وسمع من أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ومن أبي جعفر النفيلي وأحمد بن أبي شعيب وعدة بحران . . ومن حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه وخلق بحمص . ومن صفوان بن صالح وهشام بن عمار بدمشق ومن إسحاق بن راهويه وطبقته بخراسان . ومن أحمد بن حنبل وطبقته ببغداد . ومن قتيبة بن سعيد ببلخ . ومن أحمد بن صالح وخلق بمصر . ومن إبراهيم بن بشار الرمادي وإبراهيم بن موسى الفراء وعلي بن المديني والحكم بن موسى وخلف بن هشام وسعيد بن منصور وسهل بن بكار وشاذ بن فياض وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد وعبد الرحمن بن المبارك العيشي وعبد السلام بن مطهر وعبد الوهاب بن نجدة وعلي بن الجعد وعمرو بن عون وعمرو بن مرزوق ومحمد بن الصباح الدولابي ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن كثير العبدي ومسدد بن مسرهد ومعاذ بن أسد ويحيى بن معين وأمم سواهم .
حدث عنه أبو عيسى في " جامعه " والنسائي فيما قيل وإبراهيم بن حمدان العاقولي وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن الأشناني البغدادي نزيل الرحبة راوي " السنن " عنه وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني وأبو بكر النجاد وأبو عمرو أحمد بن علي بن حسن البصري راوي " السنن " عنه وأحمد بن داود بن سليم وأبو سعيد بن الأعرابي راوي " السنن " بفوت له وأبو بكر أحمد بن محمد الخلال الفقيه وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي وأحمد بن المعلى الدمشقي وإسحاق بن موسى الرملي الوراق وإسماعيل بن محمد الصفار وحرب بن إسماعيل الكرماني والحسن بن صاحب الشاشي والحسن بن عبد الله الذراع والحسين بن إدريس الهروي وزكريا بن يحيى الساجي وعبد الله بن أحمد الأهوازي عبدان وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن أخي أبي زرعة وعبد الله بن محمد بن يعقوب وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي وعلي بن الحسن بن العبد الأنصاري أحد رواة " السنن " وعلي بن عبد الصمد ما غمه وعيسى بن سليمان البكري والفضل بن العباس بن أبي الشوارب وأبو بشر الدولابي الحافظ وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي راوي " السنن " ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري راوي كتاب " القدر " له ومحمد بن بكر داسة التمار من رواة " السنن " ومحمد بن جعفر بن الفريابي ومحمد بن خلف بن المرزبان ومحمد بن رجاء البصري وأبو سالم محمد بن سعيد الأدمي وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الهاشمي المكي وأبو أسامة محمد بن عبد الملك الرواس راوي " السنن " بفواتات وأبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري الحافظ ومحمد بن مخلد العطار الخضيب ومحمد ابن المنذر شكر ومحمد بن يحيى بن مرداس السلمي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني .
وقد روى النسائي في " سننه " مواضع يقول حدثنا أبو داود حدثنا سليمان بن حرب وحدثنا النفيلي وحدثنا عبد العزيز بن يحيى المدني وعلي بن المديني وعمرو بن عون ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد فالظاهر أن أبا داود في كل الأماكن هو السجستاني فإنه معروف بالرواية عن السبعة لكن شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في الرواية عن بعضهم والنسائي فمكثر عن الحراني .
وقد روى النسائي في كتاب " الكنى " عن سليمان بن الأشعث ولم يكنه وذكر الحافظ ابن عساكر في " النبل " أن النسائي يروي عن أبي داود السجستاني .
أنبأني جماعة سمعوا ابن طبرزد أخبرنا أبو البدر الكرخي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو عمر الهاشمي أخبرنا أبو علي اللؤلؤي أخبرنا أبو داود حدثا محمد بن كثير أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين قال جاء رجل إلى النبي A فقال السلام عليكم . فرد عليه ثم جلس فقال النبي A " عشر " . ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال " عشرون " . ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فرد عليه فجلس وقال " ثلاثون " .
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد فيما أظن وعمر بن محمد الفارسي وجماعة قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا عيسى بن عمر السمرقندي أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أخبرنا محمد بن كثير فذكره بنحوه .
أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي عن أبي داود عن محمد بن كثير وأخرجه أبو عيسى في " جامعه " عن الحافظ عبد الله الدارمي فوافقناهما بعلو .
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم الفقيه بقراءتي أخبرنا علي بن مختار أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الصوفي أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي A " نهى عن تلقي الجلب فإن تلقاه متلق فأشراه فصاحب السلعة بالخيار إذا ورد السوق " .
هذا حديث صحيح غريب وأخرجه الترمذي من طريق عبيد الله ابن عمرو وهو من أفراده .
وقع لنا عدة أحاديث عالية لأبي داود وكتاب " الناسخ " له . وسكن البصرة بعد هلاك الخبيث طاغية الزنج فنشر بها العلم وكان يتردد إلى بغداد .
قال الخطيب أبو بكر يقال إنه صنف كتابه " السنن " قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه .
قال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول رأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه ولم أسمع من يوسف الصفار ولا من ابن الأصبهاني ولا من عمرو بن حماد والحديث رزق .
قال أبو عبيد الآجري وكان أبو داود لا يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ولا عن ابن كاسب ولا عن محمد بن حميد ولا عن سفيان بن وكيع .
وقال أبو بكر بن داسة سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله A خمس مئة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب " السنن " - جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثماني مئة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث أحدها قوله A - " الأعمال بالنيات " . والثاني " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . والثالث قوله " لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه " . والرابع " الحلال بين " . . الحديث .
رواها الخطيب حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القاري الدينوري بلفظه سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي سمع ابن داسة .
قال أبو بكر الخلال أبو داود الإمام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه أحد في زمانه رجل ورع مقدم سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره .
قلت هو حديث أبي داود عن محمد بن عمرو الرازي عن عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه " أن النبي A سئل عن العتيرة فحسنها " .
وهذا حديث منكر تكلم في ابن قيس من أجله وإنما المحفوظ عند حماد بهذا السند حديث " أما تكون الذكاة إلا من اللبة " .
ثم قال الخلال وكان إبراهيم الأصبهاني ابن أورمة وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله .
وقال أحمد بن محمد بن ياسين كان أبو داود أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله A وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث .
وقال أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني وإبراهيم الحربي لما صنف أبو داود كتاب " السنن " ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود عليه السلام الحديد .
الحاكم سمعت الزبير بن عبد الله بن موسى سمعت محمد بن مخلد يقول كان أبو داود يفي بمذاكرة مئة ألف حديث ولما صنف كتاب " السنن " وقرأه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه .
وقال الحافظ موسى بن هارون خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة .
وقال علان بن عبد الصمد سمعت أبا داود وكان من فرسان الحديث .
قال أبو حاتم بن حبان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن .
قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم ثم أبو داود والنسائي .
وقال أبو عبد الله الحاكم أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة سمع بمصر والحجاز والشام والعراقين وخراسان . وقد كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده وهراة . وكتب ببغلان عن قتيبة وبالري عن إبراهيم بن موسى إلا أن أعلى إسناده القعنبي ومسلم بن إبراهيم...وسمى جماعة . قال وكان قد كتب قديما بنيسابور ثم رحل بابنه أبي بكر إلى خراسان .
روى أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين وما رأيت بدمشق مثل أبي النضر الفراديسي وكان كثير البكاء كتبت عنه اثنتين وعشرين .
قال القاضي الخليل بن أحمد السجزي سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني فقيل يا أبا داود هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرا - فرحب به وأجلسه فقال سهل يا أبا داود لي إليك حاجة . قال وما هي ؟ قال حتى تقول قد قضيتها مع الإمكان . قال نعم . قال أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله A حتى أقبله . فأخرج إليه لسانه فقبله .
روى إسماعيل بن محمد الصفار عن الصاغاني قال لين لأبي داود السجستاني الحديث كما لين لداود الحديد .
وقال موسى بن هارون ما رأيت أفضل من أبي داود .
قال ابن داسة سمعت أبا داود يقول ذكرت في " السنن " الصحيح وما يقاربه فإن كان فيه وهن شديد بينته