وربّما قال أيضاً في مقام غير هذا المقام: «كتاب الله وسنّتي». ولا يكاد يفترق الحديثان، فليس أولى من آل بيته بحفظ سنّته ونشرها على وجهها الصحيح. وأكمل يقول: «فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ... فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض». ثم قال: «الله مولاي، وأنا وليّ كلّ مؤمن». وأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فهذا وليّه ... اللّهم وال من والاه، وعادِ من عاداه»[1331]. فهل وعى الناس؟ وأقبل عمر بن الخطّاب على عليٍّ يقول: هنيئاً لك يا أبا الحسن! أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ومع ذلك فقد بدا ـ وما انقضى من الزمن كثير ـ كأنّما الناس قد أفرغت عيونهم وآذانهم من هذه اللفتة النبوية الكريمة، فنسوا المشهد والمسمع عن غفلة أو عن إغفال، إلاَّ أن ينبّههم منبّه لهذا الحديث الذي جرى في «الغدير» ذلك اليوم المشهود