نضارتها، وخربت قصوري، ومات سكّاني. فها هي عظامهم في جوفي، وأموالهم المجموعة من حلال وحرام في بطني; ولله ميراث السماوات والأرض».[485] 400 ـ عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «اجتمع الحواريّون إلى عيسى (عليه السلام)، فقالوا له: يا معلّم الخير أرشدنا. فقال لهم: إنّ موسى كليم الله (عليه السلام) أمركم أن لا تحلفوا بالله تبارك وتعالى كاذبين، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين. قالوا: يا روح الله، زدنا. فقال: إنّ موسى نبي الله (عليه السلام) أمركم أن لا تزنوا، وأنا آمركم أن لا تحدّثوا أنفسكم بالزنى، فضلاً عن أن تزنوا. فإنّ من حدّث نفسه بالزنى كان كمن أوقد في بيت مُزوّق، فأفسد التزاويقَ الدخانُ، وإن لم يحترقِ البيت».[486] 401 ـ وعنه (عليه السلام) أنّه قيل له: علّمنا عملا واحداً، يحبّنا الله عليه، قال: «أبغضوا الدنيا، يُحببكم الله».[487] 402 ـ عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام)قال: يا معشر الحواريّين، الصلاة جامعةٌ. فخرج الحواريّون في هيئة العبادة، قد تضمّرت البطون وغارت العيون واصفرّت الألوان. فسار بهم عيسى (عليه السلام) إلى فلاة من الأرض، فقام على رأس جُرثومة; فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أنشأ يتلو عليهم من آيات الله وحكمته. فقال: يا معشر الحواريّين، اسمعوا ما أقول لكم: إنّي لأجد في كتاب الله المُنزَل الذي أنزله الله في الإنجيل أشياءً معلومةً، فاعملوا بها. قالوا: يا روح الله، وما هي؟ قال: خُلق الليل لثلاث خصال، وخُلق النهار لسبع خصال; فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال، خاصمه الليل والنهار يوم القيامة، فخصماه. خُلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك، وتستغفر لذنبك الذي