9 ـ وروى مسلم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ).(49) 10ـ وعن جرير بن عبدالله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من سنَّ في الإسلام سُنّة حسنة فعُمل بها بعده، كُتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أُجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنّة سيئة فعمل بها بعده كُتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء).(50) 11_ وعن حذيفة انه قال: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شرّ؟ قال: (نعم، قوم يستّنون بغير سنّتي ويهتدون بغير هداي).(51) 12 ـ وقال علي بن ابي طالب (عليه السلام): (طوبى لِمَن ذلّ في نفسهِ وطاب كَسبُه ـ إلى أنْ قال ـ وعزل عن الناس شرّه ووَسَعته السُنّة ولم يُنسَب إلى البدعة).(52) اتضح من خلال ذلك ان البدعة وبكل معانيها الواردة تتباعد تماماً مع التجديد الابداعي ولا يمكن الطعن بمن يحاول التجديد والاصلاح على انه مبتدع بل ان التجديد يتجه إلى احياء السنة واماتة البدعة كما وردت في عبارات أمير المؤمنين (عليه السلام) كلمة الاحياء إذ قال: (أحيوا السنة وأماتوا البدعة).(53) الابداع والنقد العلمي في المدرسة الشيعية تتميز الحوزات العلمية الشيعية بنشاط علمي حر، فهي لا تقف عند حدود النظرية والفكرة التي تصلها من الماضي وتأخذ بها على انها مسلّمة غير قابلة للنقاش، انما تخضع نتائج الدراسات والاراء الاجتهادية التي توصل إليها العلماء السابقون إلى بحث متجدد ونقد مستمر من قبل اجيال العلماء اللاحقين. مما يجعل من اي جهد علمي موضع دراسة دائمة في الحوزات العلمية. وبذلك تظل الشخصية الشيعية في الغالب حية مع الزمن من خلال ما تقدمه من افكار ونتائج وهذا ما يساهم بطبيعة الحال في تطوير النظرية والوصول بها إلى التكامل. كما انّه يساهم في بقاء روح الابداع حية داخل الحوزة، إذا ما قدر لشخصية علمية ان توظف