وينصّ الاَزهري على أنّ (الابداع) أكثر استعمالاً من (البَدع) وهذا لايعني أنّ استعمال (البدع) خطأ، فيقول في ذلك: (و (أبدع) أكثر في الكلام من (بَدَعَ) ولو استعمل (بَدَعَ) لم يكن خطأ).(17) وقال ابن فارس: (البدع له أصلان: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال).(18) وقال الفيروزآبادي: (البِدعة: الحدث في الدين بعد الاكمال، أو مااستحدث بعد النبي من الاَهواء والاَعمال).(19) ولذا تقول من (البَدع): (بدعتُ الشيء إذا انشأته).(20) كما تقول من (الابداع): ابتدع الشيء: أي (أنشأه وبدأه).(21) وتقول أيضاً: (أبدعتُ الشيء أي اخترعته لا على مثال).(22) و (أبدعَ) الله تعالى الخلق (إبداعاً): أي خلقهم لا على مثال سابق، و(أبدعتُ) الشيء و (ابتدعته) استخرجته وأحدثته، ومن ذلك قيل للحالة المخالفة (بدعة)، وهي اسم من (الابتداع)، كالرفعة من الارتفاع ).(23) ومن أسماء الله تعالى (البديع): وهو الذي فطر الخلق مُبدِعاً لا على مثال سابق.(24) يقول سبحانه وتعالى: ( بَدِيعُ السَمَوَاتِ والاَرضِ) أي مبتدعها ومبتدئها لا على مثال سابق.(25) البدعة في الاصطلاح البدعة التي يراد تحريمها هنا هي: (إيراد قولٍ أو فعلٍ لم يُستَنَّ فيه بصاحب الشريعة وأُصولها المتقنة).(26) وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه التبيين في شرح الاربعين: (الحدث في الدين بعد الاكمال).(27)