ـ(329)ـ P مدخل: قبل الدخول إلى صلب الموضوع، لابد من التوقف عند مقدمتين مهمتين: الأولى: ان ما نعنيه بالنظام السياسي الإسلامي هنا، هو النظام القائم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولهذا النظام خصوصية تنحصر به، وينفرد فيها عن كل الأنظمة التي حكمت باسم الإسلام منذ نهاية عهد الخلافة الراشدة. وتعود هذه الخصوصية إلى أنه أول تجربة للحكم الإسلامي تعتمد نظرية مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الحكومة، وتجديداً في عصر الغيبة، وهي نظرية فقهية متكاملة سبقت قيام هذا النظام، ونبتت جذورها مع إشراقة شمس الإسلام. وفي النتيجة، فإن نظام الجمهورية الإسلامية هي تجربة فريدة على مستوى الفكر السياسي والنظرية السياسية والاجتماعية، وعلى مستوى القانون أيضا ورغم ان هذا النظام استفاد من التجارب البشرية النافعة التي تمثل نتاجات عقلية محايدة في الأطر العامة المشتركة، وتحديدا في مجال الصياغات الفنية والآليات المحضة للنظم السياسية والاجتماعية الأخرى البعيدة عن الأطر الأيديولوجية، إلا أن أشكاله وصيغه وقوانينه لا تعبر عن تجارب بشرية بحتة، لأنه يستند إلى أصلين مقدسين