هذه البلاد. النقطة المهمة في جميع الحالات المذكورة، هي تحديد الهدف، وتصميم الآليات اللازمة لبلوغه بحسب النموذج الإسلامي المنتخب. كما إن حالات مثل الإستمتاع بالمعالم الثقافية والطبيعية أثناء السياحة الداخلية، لا يمكن أن تمثل هدفاً مناسباً للمخططين وصنّاع القرار. لقد اتبع السياح على طول التأريخ، بما في ذلك الوقت الراهن، نموذجاً واحداً في محفزاتهم على السياحة والسفر، وقد تشتد درجاته أو تضعف بعض الشيء. وقد مرّ بنا أن هذه المحفزات تنضوي في أربع فئات رئيسة هي المحفزات النفسية، والإقتصادية، والعلمية، والإتصالاتية. أما الذي سبب انبثاق نماذج متباينة على امتداد التأريخ لا سيما في الحقبة الحالية، فهو الآليات والأدوات المبتكرة من قبل المضيِّفين بغية تحقيق مطامحهم من هذه الظاهرة. مع أن السائح قد يدخل البلاد لغايات ثقافية، غير أن نظرة المضيِّف له ربما اقتصرت على كونه مصدراً مالياً، لذلك تصمم الآليات السياحية لذلك البلد بالشكل الذي يدفع السائح إلى ذلك الإتجاه. والمحصلة النهائية هي أن الرؤية الإسلامية التي تنطوي على غايتين رئيستين من السير في آفاق الأرض هما المعرفة والإتصال. ينبثق مفهوما العبرة والعبادة من عملية المعرفة والنظر في التأريخ والطبيعة بوصفهما مصدران مهمان للمعرفة. ويرتكز مفهوما الأمة والدعوة على عملية الإتصال بالمسلمين وغير المسلمين. وتشكل هذه المفاهيم الأهداف الأساسية لتنمية السياحة إلى جانب الأهداف الأخرى التي لا سبيل إلى نكرانها.