[ 528 ] فينظر إليها ثم يجئني فيشريها ولا يعلمها ويدفع إلي الثمن ولا يعلمها حتى امضي انا، فقالوا ذلك لك. فبعثوا من نظر إليها، فقال ما رأيت مثلها قط، فاشتروها منه بعشرة آلاف درهم ودفعوا إليه الدراهم فمضى. فلما امعن اتوها فقالوا لها: قومي وادخلي السفينة، قالت: ولم ؟ قالوا قد اشتريناك من مولاك، قالت: ما هو مولاي، قالوا لتقومين أو لنحملنك، فقامت ومضت معهم. فلما انتهوا الى الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها، فجعلوها في السفينة التي فيها الجواهر والتجارة وركبوا هم في السفينة الاخرى، فبعث الله عز وجل عليهم ريحا فغرقتهم وسفينتهم ونجت السفينة التي كانت فيها، حتى انتهت الى جزيرة من جزائر البحر وربطت السفينة ثم دارت في الجزيرة، فإذا فيها ماء وشجر فيه ثمر، فقالت هذا ماء اشرب منه، وثمر آكل منه اعبد الله في هذا الموضع. فأوحى الله عز وجل الى نبي من انبياء بني اسرائيل: ان يأتي ذلك الملك فيقول: ان في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي فاخرج انت ومن في مملكتك حتى تأتوا خلقي هذا، فتقروا له بذنوبكم ثم تسألوا ذلك الخلق ان يغفر لكم، فان غفر لكم غفرت لكم. فخرج الملك باهل مملكته الى تلك الجزيرة، فرأوا امرأة، فتقدم إليها الملك فقال لها: ان قاضي هذا اتاني فخبرني ان امرأة اخيه فجرت فأمرته برجمها ولم تقم عندي البينة فاخاف ان اكون قد تقدمت على ما لا يحل، فاحب ان تستغفري لي، فقالت غفر الله لك اجلس. ثم اتى زوجها ولا يعرفها فقال لها: انه كان لي امرأة وكان من فضلها وصلاحها، واني خرجت وهي كارهة لذلك، فاستخلفت اخي عليها، فلما رجعت سألت عنها فاخبرني اخي انها فجرت، فرجمها، وانا اخاف ان اكون قد ضيعتها فاستغفري لي، فقالت غفر الله لك اجلس، فاجلسته الى جنب الملك. ثم اتى القاضي فقال: انه كان لأخي امرأة وانها اعجبتني فدعوتها الى الفجور ________________________________________