[ 36 ] (اقول) هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الاخبار لوجهين: (الاول) ان طول القامة كيف يصير سببا للتضرر بحر الشمس مع ان حرارة الشمس انما تكون بالانعكاس من الاجرام الارضية وحده اربعة فراسخ فى الهواء. (الثاني) ان كونه (ع) سبعين ذراعا بذراعه يستلزم عدم استواء خلقته وانه يتعسر عليه كثير من الاعمال الضرورية. واجيب عن الاول بوجهين: (احدهما) ان يكون للشمس حرارة من غير جهة الانعكاس ايضا وتكون قامته عليه السلام طويلة جدا بحيث تتجاوز الطبقة الزمهريرية ويتاذى من تلك الحرارة ويؤيده حكاية ابن عناق انه كان يشوي السمك بعين الشمس. (الثاني) انه كان لطول قامته لا يمكنه الاستظلال ببناء ولا شجر ولا جبل فلا يمكنه الاستظلال ولا الجلوس تحت شىء فكان يتاذى من حرارة الشمس لذلك. (واما الجواب) عن الثاني فمن وجوه اكثرها فيه من التكلف ما اوجب الاعراض عن ذكره لبعده عن لفظ الحديث ومعناه. واما الوجوه القريبة فمنها ما ذكره بعض الافاضل من ان استواء الخلقة ليس منحصرا فيما هو معهود الان فان الله تعالى قادر على خلق الانسان على هيئات اخر كل منها فيه استواء الخلقة وذراع آدم عليه السلام يمكن ان يكون قصيرا مع طول العضد وجعله ذا مفاصل أو لينا بحيث يحصل الارتفاق به والحركة كيف شاء. ومنها ما روى عن شيخنا بهاء الدين طاب ثراه من ان في الكلام استخداما بان يكون المراد بادم حين ارجاع الضمير إليه آدم ذلك الزمان من اولاده ولا يخفى بعده وعدم جريانه في حوا الا بتكلف. ومنها ما قاله شيخنا المحدث سلمه الله تعالى وهو ان اضافة الذراع اليهما على التوسعة والمجاز بان ذراع صنف آدم إليه وصنف حوا إليها أو يكون الضميران راجعين الى الرجل والمرأة بقرينة المقام. ومنها ان الباء في قوله بذراعه للملابسة اي كما قصر من طوله قصر من ذراعه لتناسب الاعضاء وانما خص الذراع لان جميع الاعضاء داخلة في الطول بخلاف الذراع. والمراد بالذراع في قوله سبعين ذراعا اما ذراع من كان في زمن آدم أو كان فى زمن من صدر عنه الخبر. ________________________________________