[ 194 ] قال: وفي أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟ قلت: أجل. قال: فان قتل زيد بن حارثة قبل الغدير (1)، كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي أيها الناس، فاعلموا ذلك. أكنت منكرا عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟ فقلت: اللهم نعم. قال: يا إسحاق، أفتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول الله صلى الله عليه واله، ويحكم ؟ - يا اسحاق -: لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم إن الله جل ذكره قال في كتابه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) (2) ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب، ولكن أمروهم فاطاعوا أمرهم. يا إسحاق، أتروي حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قد سمعته وسمعت من صححه وجحده. قال: فمن أوثق عندك: من سمعت منه فصححه، أو من جحده ؟ قلت: من صححه. قال: فهل يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه واله مزح بهذا القول ؟ قلت: أعوذ بالله. قال: فقال قولا لا معنى له، فلا يوقف عليه ؟ قلت: أعوذ بالله. ________________________________________ (1) يريد: غدير خم، وهو بين مكة والمدينة، وبينه وبين الجحفة ميلان وكانت في السنة العاشرة من الهجرة. وكان مقتل زيد بن حارثة في غزوة مؤتة في السنة السابعة من الهجرة. (2) التوبة: 31. ________________________________________