[ 19 ] ________________________________________ سنة الخلفاء من بعده صحيحة وسليمة عن النقد والاخذ، وهذه الاحاديث التي نقلناها لك تؤكد بان خلفاءه هم اثنا عشر بالعدد وفي طائفة اخرى افصح النبي صلى الله عليه واله قائلا: من بني هاشم، أو عترتي، فهل يبقى حينئذ شك أو ريب في موالاة واتباع الائمة من آل الرسول صلى الله عليه واله والانقياد لهم، أو في عدم تبعية غيرهم لانهم ليسوا من بني هاشم ولا من العترة ؟ وقد قلنا آنفا: إن التفسير المجسد في الواقع الخارجي لهذه الروايات الناطقة بالوصف - من بني هاشم - وبالعدد - اثنا عشر - لا يتاتى الا في ائمة اهل البيت الاثني عشر الذين تقتدي بهم الشيعة في فقهها وتفسيرها وعقائدها وأحكامها، كما أشار الى ذلك الحافظ القندوزي الحنفي رواية عن عباية بن ربعي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر: أولهم علي، وآخرهم القائم المهدي. وأضاف الحافظ قائلا: قال بعض المحققين: إن الاحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه واله اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم ان مراد رسول الله صلى الله عليه واله من حديثه هذا الائمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن ان يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الاموية فان سلطانهم ملك وليس بخلافة كما في بعض الروايات ولزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش الا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لان النبي صلى الله عليه واله قال: كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر، واخفاء صوته في هذا القول يرجح هذه الرواية، ولا يمكن حمله على الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الاية (قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (الشورى: 23) وحديث الكساء فلا بد من ان يحمل هذا الحديث على الائمة الاثني عشر من اهل بيته وعترته عليهم السلام لانهم كانوا اعلم اهل زمانهم، واجلهم، وأورعهم، واتقاهم، وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا واكرمهم عند الله، وكانت علومهم من آبائهم عن جدهم صلى الله عليه واله وبالوراثة اللدنية، كذا عرفهم اهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق. ويؤيد هذا المعنى - أي ان مراد النبي صلى الله عليه واله الائمة الاثنا عشر من اهل بيته، ويشهد به ويرجحه حديث الثقلين والاحاديث الكثيرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره، واما قوله صلى الله عليه واله: " كلهم تجتمع عليه الامة " في رواية جابر بن سمرة فمراده صلى الله عليه واله ان الامة تجتمع على الاقرار بامامة كلهم وقت ظهور قائمهم (ينابيع المودة: 446). (*) ________________________________________