[ 188 ] قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الامر كذلك ؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله أفضل ممن هو جالس ؟ قلت: يا أمير المؤمنين، كل الجيش كان مجاهدا. قال: صدقت، كل مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن الجالس أفضل من الجالس، أما قرأت في كتاب الله: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وبانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) (1). قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدين. قال: فهل كان لابي بكر وعمر فضل على من لم لم يشهد ذلك المشهد ؟ قلت: نعم. قال: فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر. قلت: أجل. قال: يا إسحاق، هل تقرأ القرآن ؟ قلت: نعم. قال: اقرأ علي: (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) (2). فقرأت منها حتى بلغت: (يشربون من كاس كان مزاجها كافورا) الى قوله: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (3). قال: على رسلك، فيمن أنزلت هذه الايات ؟ ________________________________________ (1) النساء: 95. (2) الانسان: 1. (3) الانسان: 5 - 8. (*) ________________________________________