[ 158 ] وقد اختنق القوم بالبكاء، ثم قال معاوية: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك. فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها (1). 7: معاوية يعترف: علي عليه السلام أفصح وأشجع وأسخى الناس طرا أخرج العلامة الحافظ ابن عساكر باسناده عن أبي إسحاق قال: قدم ابن اجور التميمي إلى معاوية بن أبي سفيان وقال: يا أمير المؤمنين، جئتك من عند ألام الناس، وأبخل الناس، وأعيى الناس، وأجبن الناس - يقصد بذلك علي عليه السلام -. فقال له معاوية: ويلك وأنى أتاه اللؤم ؟ ولكنا نتحدث أن لو كان لعلي عليه السلام بيت من تبن وآخر من تبر لانفد التبر قبل بيت التبن. وأنى له العي وإن كنا نتحدث انه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي عليه السلام. ويلك وأنى أتاه الجبن وما برز له رجل قط إلا صرعه ؟ والله يابن اجور لو لا الحرب خدعة لضربت عنقك، اخرج فلا تقيمن في بلدي (2). ________________________________________ (1) مروج الذهب 3: 16، الاستيعاب 3: 1107 ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام رقم 1855، الفتوحات الاسلامية 2: 453 - 458، ربيع الابرار 1: 97، شرح نهج البلاغة 18: 224 - 226، صفة الصفوة 1: 315، الرياض النضرة 3: 187، حلية الاولياء 1: 84 - 85، ذخائر العقبى: 100، الصواعق المحرقة: 131 - 132، الاتحاف بحب الاشراف: 25، المستطرف للابشيهي 1: 137، نظر درر السمطين: 134 - 135، الامالي للصدوق: 724 ح 990، كنز الفوائد 2: 160. (2) تاريخ مدينة دمشق 42: 414 ترجمة الامام علي عليه السلام، شرح نهج البلاغة 1: 24 - 25 و 6: 279. (*) ________________________________________