[ 237 ] الجيوش قد أخذ بيعتهم، فنهض إليه الامين قاصدا ومعه الجيوش، فلم يرجع ولم يمانع، ولم يختلف عليه أحد، ثم إنه غدر بأخيه الامين لما بلغه عنه. فنهض المأمون إلى القصر فدخله، فأخذ أخاه وشد وثاقه وحبسه، وأشار إلى أمه لما أعانته عليه، فهرب محمد من الحبس، فبعث المأمون في طلبه، فأخذ وقتل (1) والله تعالى أعلم. [ انتهى الجزء الثاني من كتاب الامامة والسياسة ] ________________________________________ = وبيعة قد نكثث أيمانها * وفتنة قد سعرت نيرانها وتفاقم الخلاف بينهما عندما هم الامين بخلع المأمون من ولاية عهده. وكانت بينهما حروب (انظر الطبري - وابن الاثير وابن كثير حوادث سنة 194 ومروج الذهب 3 / 476 - 477 والاخبار الطوال ص 394 - 395). انتهت بقتل الامين. (1) وكان ذلك ليلة الاحد لخمس بقين من المحرم سنة 198 ه‍. (مروج الذهب 3 / 501). (*) وبعد موت الرشيد بويع لمحمد الامين، قال في مروج الذهب: في اليوم الذي مات فيه الرشيد. (3) كان المأمون بمرو، لما جاءه خبر موت الرشيد. (4) لظ به: اتصل به وتقرب إليه. (5) كذا بالاصل. (6) كذا بالاصل، وقد مر أن المأمون كان ببعض نواحي خراسان - مرو -. وقد ذكرت المصادر التاريخية أن الخلاف بين الاخوين الامين والمأمون بدأ عندما أحس الرشيد من خلال علاقات ولديه ببعضهما البعض، وبطانة كل منهما بأن الحال لن يستقيم بينهما فعمد إلى تجديد العقود بينهما وكتابة العهود عليهما وتعليقها في الكعبة، وقد قال الناس يومذاك أنه قد ألقى بينهما شرا وحربا. وقد عبر رجل من هذيل عن تخوف الناس من شر العاقبة قال: (*) ________________________________________