[ 215 ] أما الذي تزوجت أمه، فتكتب إليه: أما بعد، فإن أحكام الله تجري بغير محاب المخلوقين، والله يختار للعباد، فخار الله لك في قبضها إليه، فإن القبر أكرم لها، والسلام. وأما البراح (1): فتضرب واحدا وثلثا في مساحة العطوف، فمن ثم بابه. وأما أحمد وأحمد: فتكتب حلية المقطوع الشفة العليا: أحمد الاعلم. والمقطوع الشفة السفلى: أحمد الاشرم. وأما المرأتان فيوزن لبن هذه ولبن هذه، فأيهما كان أخف، فهي صاحبة البنت. وأما صاحب الشجة: فإن في الموضحة خمسا من الابل، وفي المأمومة ثلاثا وثلاثين وثلثا، فيرد صاحب المأمومة ثمانية وعشرين وثلثا. أصلحك الله ؟ فما أتى بك هاهنا ؟ قال: ابن عم لي كان عاملا على ناحية، فخرجت إليه، فألفيته معزولا فقطع بي، فأنا خارج أضطرب في المعاش. قلت: ألست قد ذكرت أنك حائك ؟ فقال: جعلت فداك، إنما أحوك الكلام، ولست بحائك الثياب (2). قال: فدعوت المزين فأخذ من شعره، وأدخل الحمام وطرحت عليه من ثيابي، فلما صرت إلى الاهواز كلمت فيه الرخجي، فأعطاه خمسة آلاف درهم، ورجع معي، فلما صرت إلى أمير المؤمنين ألفيته قد توقد علي نارا، وامتلا غيظا، وقد حلف بالمشي إلى الكعبة أن ينالني منه يوم سوء، لطول مقامي، واشتغالي عنه بالرجل، فلما دخلت عليه قال: ما كان من خبرك في طريقك، وما الذي شغلك بعد أمري لك. أن لا تلبث ببغداد إلا يوما واحدا، ويمينك على ذلك ؟ فأخبرته خبري، حتى حدثته بحديث الرجل، وقصتي معه، قال: لقد جئتني بأعظم الفوائد، فلاي شئ يصلح ويحك ؟ قلت: هو والله يا أمير المؤمنين أعلم الناس بالفقه والعلم، والحلال والحرام، والهندسة والفلسفة، والحساب والكتابة. فولاه هارون البناء والمرمة (3)، والمهم من الامور، وأولاه على عمال الخراج يتقاضاهم ويحاسبهم، فكنت والله ألقاه في المواكب العظيمة، فينحط عن دابته ساعيا، حتى يقبل على يدي يقبلها، فأحلف عليه، فيقول: سبحان الله إنما هذه نعمتك، وبك نلتها، ويقول: ________________________________________ (1) في العقد والصبح: القراح. (2) في الصبح: فقال: أنا حائك كلام لا حائك نساجة. (3) المرمة: إصلاح المباني وترميمها. (*) ________________________________________