[ 3 ] (أقول) كانه يشير بقوله (كان في اول امره مستقيما محمود الطريقة) الى ما ذكره بعض اصحاب المعاجم من انه غلا في آخر عمره واظهر بعض المقالات المضادة لمذهب الشيعة الامامية، ولكن الذي اعتقده انه برئ من مثل هذه المذاهب الفاسدة ولذا لم يطعنه بذلك كثير من العلماء المتقدمين، واحسب ان ذلك الطعن جاءه من بعض سماسرة بني امية الذين هم في عصره لا سيما بعدما اطلعوا على تأليفه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) هذا الكتاب الذي ابان فيه فضائح القوم ومخازيهم وما ارتكبوه من الجرائم في غصبهم حقوق آل البيت النبوي عليهم السلام، ولعمري لقد قلبوا الشريعة ظهرا لبطن ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، فماذا تنتظر من دعاة الضلال واولياء بني امية ان يقولوا في شأن من اصحوا بالحقيقة وكافح وجاهد في سبيل الدين واظهار كلمة الحق غير ان ينبزوه بكل شائنة ويصموه بكل عار وشنار مهما ساعدتهم الظروف ولكن ابى لله الا ان يتم نوره ولو كره الفاسقون. وقال العلامة المحدث النوري (ج 3 ص 322) في الفائدة الثانية من خاتمة مستدرك الوسائل: كان اماميا مستقيما من اهل العلم والفضل والمؤلفات السديدة، ثم أطرى كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) وقال هو في اسلوبه ووضعه ومطالبه من الكتب البديعة الكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه ولذا اعتمر عليه العلماء الاعلام مثل ابن شهر اشوب في مناقبه وفي معالمه اشارة الى ذلك، والشيخ يونس البباضي في كتاب الصراط المستقيم بل وكلام العلامة الحلي رحمه الله يشير الى انه من الكتب المعروفة بين الامامية والقاضي في الصوارم المهرقة وغيرهم. (مؤلفاته) اورد النجاشي في الفهرس مؤلفات عديدة واليك اسماؤها كتاب ________________________________________