[ 35 ] منشئا) قدره على عمد وتدبير، وأنشأه على علم وتقدير، والعجب أنك ترى هذا الصنع العجيب والإبداع الغريب ولا تدهشك قدرة صانعه وعظمته ولا تحيرك جلالة مبدعه وحكمته. * الأصل: 4 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق الخفاف، أو عن أبيه، عن محمد ابن إسحاق قال: إن عبد الله الديصاني سأل هشام بن الحكم فقال له: ألك رب ؟ فقال: بلى، قال أقادر هو ؟ قال: نعم قادر قاهر، قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ قال هشام: النظرة فقال له: قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه، فركب هشام إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عليه فأذن له: فقال له: يا ابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): عما ذا سألك ؟ فقال: قال لي كيت وكيت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) يا هشام كم حواسك ؟ قال: خمس قال: أيها أصغر ؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر الناظر ؟ قال: مثل العدسة أو أقل منها فقال له: يا هشام ! فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى، فقال: أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وبراري وجبالا وأنهارا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إن الذي " يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منه قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة، فأكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال: حسبي يا ابن رسول الله وانصرف إلى منزله. وغدا عليه الديصاني فقال له: يا هشام إني جئتك مسلما ولم أجئك متقاضيا للجواب فقال له هشام: إن كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب. فخرج الديصاني عنه حتى أتى باب أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له ؟ يا جعفر بن محمد ! دلني على معبودي ؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما اسمك ؟ فخرج عنه ولم يخبره فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك ؟ قال: لو كنت قلت له عبد الله كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد، فقالوا: له عد إليه وقل له: يدلك على معبودك ولا يسألك عن اسمك، فرجع إليه فقال له: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي ؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): اجلس، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة ________________________________________ = الكل. (ش) (*) ________________________________________