[ 56 ] خده (فحجته عليه أن يحمد الله على ذلك) لأن ذلك من عظيم نعمائه تعالى عليه بلا سبق استحقاق فينبغي أن يحمده عيه أكمل من الحمد على نعمة له مدخل في اكتسابها لئلا يكون يوم القيامة محجوجا بتركه (وأن لا يتطاول على غيره) يعني لا يطلب الزيادة على غيره بالتكبر والافتخار ولا ينظر إليه بالإهانة والاستصغار (فيمنع حقوق الضعفاء) متفرع على المنفي وهو التطاول، يعني فيمنع التطاول أو فيمنع ذلك الشريف بسبب التطاول حقوق الضعفاء من زيارتهم وعيادتهم والمشي إلى قضاء حوائجهم وحضور جنائزهم إلى غير ذلك من الحقوق (لحال شرفه وجماله) متعلق بتطاول أو بيمنع والأخير أظهر. وأعلم أن الأحاديث السابقة دلت على أن المعارف كلها من صنع الله تعالى. وهذا الحديث دل على أن للعبد اكتساب الأعمال وأن لله تعالى حجة عليهم في جميع ذلك، يدل على ذلك ما رواه الصدوق في كتاب التوحيد بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) " أنه سئل عن المعرفة أمكتسبة (1) هي ؟ فقال: لا، فقيل له: فمن صنع الله عز وجل وعطائه هي ؟ قال: نعم، وليس لهم صنع ولهم اكتساب الأعمال، وقال (عليه السلام): أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ". ________________________________________ 1 - قوله " أمكتسبة هي، قال: لا " هذا موافق لمذهب الحكماء أعني الإلهيين منهم أن الفكر والنظر والاستدلال معدة للعقل حتى يفيض الصورة العلمية من الله تعالى عليه كما أن الدواء معد لإفاضة الصحة على المريض وكذلك جميع الأسباب لإفاضة الصور سواء كانت الصور مما يوصف بالخير أو بالشر كالخمر والخنزير وكذلك الصور العلمية باطلة أو صحيحة. (ش) (*) ________________________________________