[ 46 ] علة لوقوعه حتى يلزم أن يكونوا مجبورين عليه غير قادرين على تركه (إنما هي إرادة واختيار) نشأت من عدم جبرهم على الإيمان إذ لو جبرهم عليه لما صدر منهم الكفر ولما تعلق به العلم والإرادة. * الأصل: 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن عبيد بن زرارة قال: حدثني حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاستطاعة فم يجبني فدخلت عيه دخلة اخرى، فقلت: أصلحك الله إنه قد وقع في قلبي منها شئ لا يخرجه إلا شئ أسمعه منك، قال: فإنه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت: أصلحك الله إني أقول: إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم إلا ما يطيقون، وإنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيئته وقضائه وقدره، قال: فقال: هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي، أو كما قال ". * الشرح: (محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن عبيد بن زرارة قال: حدثني حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن استطاعة) كأن المراد بها هنا التمكن من الفعل والترك وهو الاستطاعة المطلقة المتقدمة (فلم يجبني) إما للتقية عن بعض الحاضرين، أو لعلمه بأن السائل على الحق، أو لمصلحة (فدخلت عليه دخلة اخرى فقلت: أصلحك الله إنه قد وقع في قلبي منها شئ) لإنكار الجبرية إياها (لا يخرجه إلا شئ أسمعه منك قال: فإنه لا يضرك ما كان في قلبك) من الخاطرات، حكم بذلك لعلمه بأن قلبه كان على الحق ولم يكن فيه شئ يهلكه (قلت: أصلحك الله إني أقول: إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون) كما زعمه الجبرية القائلون بأنه تعالى لا يكلف العباد إلا بما لا يستطيعون حيث أنهم يقولون العبد ليست له قدرة مؤثرة (ولم يكلفهم إلا ما يطيقون) كما قال تعالى: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * (وأنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيئته وقضائه وقدره) قد مر شرحه مفصلا في مواضع متعددة منها باب المشيئة والإرادة (قال: فقال: هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي، أو كما قال) (1) من الكلام، يعني: قال هذا القول بعينه أو قال ما هو مثله في المعنى. ________________________________________ 1 - قوله " أو كما قال " يعني ما ذكره أنما نقله بالمعنى لا بخصوصيات ألفاظ الإمام (عليه السلام) وهذا يؤيد ما ذكرناه مرارا أن دعوى الإطميناني بصدور جميع خصوصيات ألفاظ الروايات من الإمام (عليه السلام) غير صحيحة وأن = (*) ________________________________________