@ 265 @ | | ! 2 < ألقيا في جهنم > 2 ! الخطاب للسائق والشهيد اللذين يوبقانه ويلقيانه ويهلكانه في | أسفل غياهب مهواة الهيولى الجسمانية وغيابة جب الطبيعة الظلمانية في نيران الحرمان | أو لمالك . والمراد بتثنية الفاعل تكرار الفعل كأنما قال : ألق ، لاستيلائه عليهم في | الإبعاد والإلقاء إلى الجهة السفلية ، ويقوي الأول أنه عدد الرذائل الموبقة التي أوجبت | استحقاقهم لعذاب جهنم ووقوعهم في نيران الجحيم وبين أنها من باب العلم والعمل | والكفران ومنع الخير كلاهما من إفراط القوة البهيمية الشهوانية لانهماكها في لذاتها | واستعمالها نعم الله تعالى في غير مواضعها من المعاصي والاحتجاب عن المنعم بها | ومن حقها أن تذكره وتبعث على شكره وشدة حرصها ومكالبتها عليها لفرط ولوعها بها | فتمنعها عن مستحقيها . وذكرهما على بناء المبالغة ليدل على رسوخ الرذيلتين فيه | وغلبتهما عليه وتعمقه فيهما الموجب للسقوط عن رتبة الفطرة في قعر بئر الطبيعة ، | والعتود والاعتداء كلاهما من إفراط القوة الغضبية واستيلائها لفرط الشيطنة والخروج عن | حد العدالة ، والأربعة من باب فساد العمل والريب والشرك كلاهما من نقصان القوى | النطقية وسقوطها عن الفطرة بتفريطها في جنب الله وقصورها عن حدة القوة العاقلة | وذلك من باب فساد العلم . | تفسير سورة ق من [ آية 27 - 30 ] | | ! 2 < قال قرينه ربنا ما أطغيته > 2 ! هذه المقاولات كلها معنوية مثلت على سبيل التخييل | والتصوير لاستحكام المعنى في القلب عند ارتسام مثاله في الخيال ، فادعاء الكافر | الإطغاء على الشيطان وإنكار الشيطان إياه عبارة عن التنازع والتجاذب الواقع بين قوتيه | الوهمية والعقلية ، بل بين كل اثنتين متضادتين من قواه كالغضبية والشهوية مثلا ، ولهذا | قال : ! 2 < لا تختصموا > 2 ! . ولما كان الأمران في وجوده هما العقلية والوهمية كان أصل | التخاصم بينهما وكذا يقع التخاصم بين كل متحاورين متخاوضين في أمر لتوقع نفع أو | لذة يتوافقان ما دام مطلوبهما حاصلا ، فإذا حرما أو وقعا بسعيهما في خسران وعذاب ، | تدارءا أو نسب كل منهما التسبب في ذلك إلى الآخر لاحتجابهما عن التوحيد وتبرئ | كل منهما عن ذنبه لمحبة نفسه ، ولذلك قال حارثة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ' ورأيت | أهل النار يتعاورون ' . وصوب عليه السلام قوله وقول الشيطان : ^ ( وما أطغيته ولكن كان | في ضلال بعيد ) ^ ، كقوله : ! 2 < إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم > 2 ! [ ق ، الآية : 22 ] لأنه | لو لم يكن في ضلال عن طريق التوحيد بعيد عن الفطرة الأصلية بالتوجه إلى الجهة |