@ 66 @ | مستحقا للعقوبة وهو أقدر منك عليه أو يعفو عنه إن أمكن رجوعه وعلم صلاحه بالعفو | عنه . واستعذ بالله من سورة الغضب وظهور النفس بنخس الشيطان وهمزه إياها ومن | حضوره وقربه ، أي : توجه إلى ربك مستعيذا به قائلا : ! 2 < رب أعوذ بك > 2 ! منخرطا في | سلك التوجه إلى جنابه بالقلب واللسان والأركان لائذا ببابه من تحريضات اللعين | ودواعيه وحضوره ، فيصير مقهورا مرجوما مطرودا . | | والموصوف بالسيئة الواصف لك بها ، الذاكر لك بالسوء ، إن بقي على حاله حتى | إذا احتضر وشاهد أمارات العذاب وعاين وحشة هيئات السيئات تمنى الرجوع وأظهر | الندامة ونذر العمل الصالح في الإيمان الذي ترك ولم يحصل إلا على الحسرة والندامة | والتلفظ بألفاظ التحسر والندم ، والدعوة دون المنفعة والفائدة والإجابة ! 2 < ومن ورائهم > 2 ! | أي : أمام رجوعهم حائل من هيئات جرمانية ظلمانية مناسبة لهيئات سيئاتهم من الصور | المعلقة ، مانعة من الرجوع إلى الحق وإلى الدنيا ، وهو البرزخ بين بحري النور والظلمة | وعالم الأرواح المجردة والأجساد المركبة يتعذبون فيه بأشد أنواع العذاب ، وأفحش | أصناف العقاب إلى وقت البعث في الصورة الكثيفة عند النفخ في الصور ووقوع القيامة | وحشر الأجساد ، وحينئذ ! 2 < فلا أنساب بينهم > 2 ! لاحتجاب بعضهم عن بعض بالهياكل | المناسبة لأخلاقهم وأعمالهم وهيئاتهم الراسخة في نفوسهم المكتوبة عليهم ، فلا | يتعارفون ! 2 < ولا يتساءلون > 2 ! لشدة ما بهم من الأهوال وذهولهم عما كان بينهم من الأحوال ، | وتنقطع العلائق والوصل التي كانت بينهم لتفرقهم بأنواع العذاب وأسباب الحجاب ، وتتغير | صورهم وجلودهم وتتبدل أشكالهم ووجوههم على حسب اقتضاء معايبهم وصفات | نفوسهم ، وهو معنى قوله : ! 2 < تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون > 2 ! وذلك غلبة الشقوة | وسوء العاقبة الموجبة للخسء والطرد والبعد واللعن كخسء الكلاب . | | ! 2 < لبثنا يوما أو بعض يوم > 2 ! قال ابن عباس : أنساهم ما كانوا فيه من العذاب بين | النفختين : الاحتجاب في البرزخ المذكور ، فالصور المذكور أنساهم مدة اللبث وإنما | استقصروها لانقضائها وكل منقض فهو ليس بشيء ، ولهذا صدقهم بقوله : ! 2 < إن لبثتم إلا قليلا > 2 ! ومعنى : ! 2 < لو أنكم كنتم تعلمون > 2 ! إنكم حسبتموها كثيرا فاغتررتم بها وفتنتم | بلذاتها وشهواتها ، ولو علمتموها قليلا لتزودتم وتجردتم عن تعلقاتها . ! 2 < رب اغفر > 2 ! | هيئات المعلقات ! 2 < وارحم > 2 ! بإفاضة الكمالات ! 2 < وأنت خير الراحمين > 2 ! . |